أنت هنا

قراءة كتاب حدث في مثل هذا اليوم (كانون الثاني- يناير)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حدث في مثل هذا اليوم (كانون الثاني- يناير)

حدث في مثل هذا اليوم (كانون الثاني- يناير)

تقييمك:
4.08695
Average: 4.1 (23 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
وذكر في كتاب (أنموذج العيان من شعراء الزمان، فيمن أدرك بالسماع أو بالعيان أن ابن التلميذ كان متفنناً في العلوم ذا رأي رصين وعقل متين وطالت خدمته للخلفاء والملوك، وكانت منادمته أحسن من التبر المسبوك والدر في السلوك، اجتمعت به مراراً في آخر عمرهن وكنت أعجب في أمره، كيف حرم الإسلام مع كمال فهمه، وغزارة عقله وعلمه، والله يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يريد بحكمه.
 
له شعر، كله ملح ولطائف وابتكارات، في بيتين أو ثلاثة، وترسّل جيد، منه قوله:
 
يا من رماني عن قوس فرقته ... بسهم هَجر على تلافيه
 
أرض لمن غابَ عنك غيبته ... فذاك ذنبٌ عقابُهُ فيه
 
لولم ينله من العقاب سوى ... بعدك عنه لكان يكفيه
 
وكان بين ابن التلميذ وبين أوحد الزمان أبي البركات هبة الله ابن ملكان الحكيم المشهور صاحب كتاب (المعتبر) في الحكمة، تنافر وتنافس، وكان يهودياً ثم أسلم في آخر عمره، وأصابه الجذام فعالج نفسه بتسليط الأفاعي على جسده بعد أن جوعها، فبالغت في نهشه، فبرئ من الجزام وعمي، وقصته في ذلك مشهورة، فعمل فيه ابن التلميذ هذين البيتين:
 
لنا صديق يهودي حماقته ... إذا تكلم تبدو فيه من فيه
 
يتيه والكلب أعلى منه منزلة ...كأنه بعد لم يخرج من التيه
 
وكان ابن التلميذ كثير التواضع، وأوحد الزمان متكبراً، فعمل فيهما بديع الإسطرلابي هذين البيتين:
 
أبو الحسن الطبيبُ ومُقتفيه ... أبو البركات في طرفي نقيض
 
فهذا بالتواضع في الثريا ... وهذا بالتكبر في الحضيض
 
ولد ابن التلميذ ببغداد سنة 1073م، وعمّر طويلاً. وخدم الخلفاء من بني العباس. وانتهت إليه رئاسة الأطباء في العراق. وكان عارفاً بالفارسية واليونانية والسريانية. وتولى البيمارستان (المستشفى) العضدي إلى أن توفي. وكان رئيس النصارى ببغداد وقسيسهم. 

الصفحات