قراءة كتاب دليل الكاتبات الفلسطينيات شمعات لا تنطفئ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دليل الكاتبات الفلسطينيات شمعات لا تنطفئ

دليل الكاتبات الفلسطينيات شمعات لا تنطفئ

 أثناء بحثي في الأدب النسائي الفلسطيني لاحظت أسماء كثيرة لم يصدر لها سوى كتاب واحد أو اثنين ثم توقفت.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
ولا ننسَ الدور الكبير الذي لعبته الأديبة سميرة عزام في حركة الترجمة بالإضافة إلى ريادتها في كتابة القصة القصيرة.
 
وشهرة الشاعرة سلمى خضرا الجيوسي، بكونها من أهم المشتغلين في حقل الترجمة بتأسيسها مشروع "بروتا" للترجمة، ربما تفوق شهرتها كشاعرة مبدعة.
 
وهناك من تخصصت وأخلصت لأمتها في الدراسة والبحث في التاريخ العربي الحديث، مثل الدكتورة خيرية قاسمية من مواليد حيفا، وتعمل حاليا أستاذة في قسم التاريخ في جامعة دمشق. وكذلك الدكتورة بيان نويهض الحوت، التي عملت على تسجيل وتحليل الوقائع التي رافقت تاريخ النضال الفلسطيني في العصر الحديث.
 
ولم تتوان المبدعة الفلسطينية عن الدخول إلى عالم السينما والتلفزيون، ولم تكن الأديبة ليانة بدر الوحيدة التي قامت إلى جانب كتابة القصة، بكتابة سيناريو وإخراج العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام القصيرة، إلى جانب كتابة القصة والرواية، بل ظهر العديد من جيل الشابات من الشاعرات العربيات الجذور، في استراليا والولايات المتحدة الأمريكية، مثل الشاعرة سهيــــــر حماد التي شاركت في كتابة وإخراج فيلم
 
"ملح هذا البحر" الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي العالمي.
 
أثناء بحثي في الأدب النسائي الفلسطيني لاحظت أسماء كثيرة لم يصدر لها سوى كتاب واحد أو اثنين ثم توقفت. وأنا هنا أسجل اختلافي مع الرأي القائل بأن مثل هذه الحالات تشكل نزوة طارئة عند الكاتبة، حين يكون الهدف من كتابة هذا الكتاب، دراسة وتوثيق ظاهرة أو حدث معين، مثل كتاب "خراريف" الذي أصدرته تودد عبد الهادي عام 1980، المعروفة بنضالها الثوري وانضمامها إلى حركة التحرير الفلسطيني (فتح ) منذ بداياتها في عام 1965، وإبعادها قسراً عن الوطن في عام 1968 حتى وفاتها عام 1989، والذي جمعت فيه القصص الشعبية المتوارثة في المجتمع الفلسطيني، كما عملت على جمع كتاب يبحث في التراث الفلسطيني لم تستطع أن تصدره قبل وفاتها.
 
ولكني أتفق مع الرأي القائل بأن الظروف الاجتماعية المحيطة بالكاتبة يمكن أن تكون حائلا أمام إتمام مسيرتها، أو تشكل عائقا في ظهورها المبكر، كما حدث معي أنا شخصيا، فمع أني من المهتمين بالأدب منذ بداية حياتي، لكن أول إصداراتي كان "ذاكرة زيتونة" في عام 2007، وأتبعتها برواية "مرايا أنثى" عام 2008، وبدأت بكتابة رواية ثالثة، لكن مشروع إصدار هذا الكتاب أعاق تقدمي في كتابتها.
 
ولا بد لي من تسجيل إجابتي، لمن طرح تساؤله، لعدم إدراجي اسم الأديبة العربية،المشهورة، مي زيادة، في هذه الفسحة المطلة على ثقافة وإبداع المرأة الفلسطينية، لأنني لا أجد مبررا لضمها إلى كوكبة المبدعات الفلسطينيات، رغم أن سماء فلسطين أول ما أبصرت، وأول ما تنفست كان من هوائها في مدينة الناصرة الفلسطينية، إذ ولدت لأب لبناني وأم سورية الجنسية فلسطينية المولد أيضا، في زمن كان يسهل التنقل بين فلسطين والبلاد المجاورة لها، ومن المعروف أن مي كانت قد تلقت علومها في مدارس داخلية في لبنان، وحينما قاربت مي "واسمها الحقيقي ماري" العشرين من عمرها، غادرت فلسطين مع عائلتها إلى مصر، حيث صقلت موهبتها هناك، بالدراسة ومخالطة الأدباء المصريين واللبنانيين، ولكننا لم نجد في كتاباتها، أية مواضيع تتعلق بفلسطين وشعبها.
 
بينما نجد في المقابل الأديبة كلثوم مالك عرابي، التي ولدت في فلسطين لأبوين جزائريين، ولم تغادر العائلة فلسطين، إلا بعد أن تعرضت لكثير من المضايقات من السلطات الإسرائيلية، ما اضطرهم للهجرة إلى لبنان في عام 1958، واشتملت كتاباتها على الكثير من الهم الفلسطيني.
 
ملاحظة أخيرة أسجلها في موضوع الثقافة العربية، حول ظاهرة توجه مبدعيها إلى مسايرة التطور التكنولوجي، وخاصة الشباب منهم، فيخصون صفحات الإنترنت بإنتاجهم الأدبي، وأعتقد أنَّ سر هذا التوجه يكمن في سهولة النشر، وسرعة الانتشار، مقارنة بما يجدونه من صعوبات في عملية الطباعة والنشر والتوزيع، مع العلم أن النشر الورقي هو الحافظ الأمين، على المدى البعيد، الواسع الانتشار بين مختلف شرائح المجتمع، في كل مكان وزمان..

الصفحات