أنت هنا

قراءة كتاب العلاج النفسي في القرآن الكريم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلاج النفسي في القرآن الكريم

العلاج النفسي في القرآن الكريم

كتاب "العلاج النفسي في القرآن الكريم"، إن التقدم الحضاري في كل جانب من جوانب الحياة في العالم خطا خطوات واسعة، فخلص الإنسان من كثير مما كان يعانيه من الإرهاق البدني والتعب والنصب..

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2
العلاج النفسي في القرآن الكريم
 
للقرآن الكريم قوة روحية تؤثر تأثيراً كبيراً في النفس الإنسانية. ولا عجب فإنه كلام الله الذي استطاع في فترة وجيزة من الزمن إن يغير طبائع الناس وسلوكهم وطريقة تفكيرهم. وقد نص الله –عز وجل– على أنه شفاء ورحمة وهدى للمؤمنين وانه يهدي للتي هي أقوم. قال تعالى:
 
(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاّ خَسَارًا) سورة الإسراء /82.
 
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) سورة يونس /57.
 
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) سورة الإسراء /9.
 
وهذه الآيات الكريمات تحدد أثر القرآن في نفوس الناس: فهو لمن آمن به هداية تهديه إلى الصراط المستقيم، فتتخلص نفسه من الحقد والغل، والحسد والأثرة، والاعوجاج في السلوك… وهكذا يصح البدن إذا صحت النفس. وصحة النفس تكون في صفائها ونقائها، فيكون القرآن شفاءاً للنفس ورحمة لها ونعمة عليها.
 
لقد كانت الجهود التي بذلت في الدراسات النفسية كثيرة كثيرة. وظهرت أساليب مختلفة في العلاج النفسي.. بيد أن هذه الدراسات لم تحقق النجاح المرجو في القضاء على الأمراض النفسية، بل إن هذه الأمراض يزداد صرعاها يوماً بعد يوم، كما أن الدراسات – أيضاً – لم تحقق نجاحاً كبيراً في الوقاية من تلك الأمراض النفسية: (فقد بينت بعض الدراسات أن معدلات الشفاء بين المرضى النفسيين الذين يعالجون بطريقة التحليل النفسي تتراوح بين 60% و64% وهي معدلات غير مرضية إذا أخذنا في اعتبارنا أن معدلات المرضى النفسيين الذين يتخلصون من أمراضهم من غير أن يتلقوا أي علاج نفسي تتراوح بين 44% و66%. أضف إلى ذلك أن بعض المرضى كانت تسوء حالتهم بعد العلاج النفسي. وفي دراسة أخرى تبين أن المرضى النفسيين من المجموعة الضابطة التي لم يتلق أفرادها أي علاج نفسي قد أظهروا تحسناً مساوياً للتحسن الذي أظهره المرضى الذين عولجوا نفسياً. كما بينت الدراسة – أيضاً – أن بعض هؤلاءالمرضى الذين عولجوا قد ازدادت حالتهم سوءاً)(1).
 
ويقول الدكتور (الكسيس كاريل) الحائز على جائزة (نوبل):
 
(من العجيب أن الأمراض العقلية أكبر عدداً من جميع الأمراض الأخرى مجتمعة. ولهذا فإن مستشفيات المجاذيب تعج بنزلائها، وتعجز عن استقبال جميع الذين يجب حجزهم… ويقول س.وبيرس: (إن شخصاً من كل 22 شخصاً من سكان نيويورك يجب إدخاله أحد مستشفيات الأمراض العقلية بين آن و آخر))(2).
 
لقد أخفق علماء النفس في معالجة تلك الأمراض التي انتشرت في المجتمعات الغربية انتشارا واسعاً، وأخذت بتلابيبه وضيقت عليه الخناق. ولكن ما سبب ذلك الإخفاق؟

الصفحات