أنت هنا

قراءة كتاب العلاج النفسي في القرآن الكريم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلاج النفسي في القرآن الكريم

العلاج النفسي في القرآن الكريم

كتاب "العلاج النفسي في القرآن الكريم"، إن التقدم الحضاري في كل جانب من جوانب الحياة في العالم خطا خطوات واسعة، فخلص الإنسان من كثير مما كان يعانيه من الإرهاق البدني والتعب والنصب..

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
ويقول الدكتور (الكسيس كاريل):
 
(لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا. وقد رأيت – بوصفي طبيباً – كثيراً من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم، فلما رفع الطب يديه عجزاً وتسليماً تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم).
 
ويقول:
 
(إن الصلاة كمعدن (الراديوم) مصدر للإشعاع، ومولد ذاتي للنشاط، وبالصلاة يسعى الناس إلى استزادة نشاطهم المحدود، حين يخاطبون القوة التي لا يفنى نشاطها)(9).
 
ويقول الدكتور يوسف القرضاوي:
 
(إن في فطرة الإنسان فراغاً لا يملؤه علم، ولا ثقافة ولا فلسفة، إنما يملؤه الإيمان بالله –جلَّ وعلا-. وستظل الفطرة الإنسانية تحس بالتوتر والجوع والظمأ، حتى تجد الله، وتؤمن به وتتوجه إليه)(10).
 
ولم يكن علماء النفس والمحللون النفسيون والأطباء والعلماء هم الذين توصلوا إلى هذه الحقيقة وحدهم، بل نجد عدداً ليس بالقليل من المفكرين الغربيين المعاصرين ذهبوا هذا المذهب. فهذا المؤرخ (ارنولد توينبي) A.Toynbee ذكر: (إن الأزمة التي يعاني منها الأوربيون في العصر الحديث، إنما ترجع فيأساسها إلى الفقر الروحي، وأن العلاج الوحيد لهذا التمزق الذي يعانون منه هو الرجوع إلى الدين)(11).
 
وننظر في الإسلام، فنرى أن الإيمان بالله الذي يملأ قلب المسلم منذ الصغر يكسبه مناعة من الإصابة بالأمراض النفسية: فلا يكون بحاجة إلى هذا أو ذلك من العلاج النفسي.
 
والقرآن الكريم يشير بكل صراحة إلى أن الإيمان الصحيح بالله يبعث (الأمن) و (الطمأنينة) و (السكون) في نفس المؤمن، يقول الله – عز وجل- :
 
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) سورة الأنعام /82.
 
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد /28.
 
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) سورة الفتح /4.
 
واطمئنان النفس مصدره الإيمان بالله واليوم الأخر. وليس المراد به استسلام النفس أو استكانتها، أو هربها من الحياة، وإنما المراد به: الرضى بما يقع – بعد أن يأخذ بالأسباب -.
 
وهكذا يشعر المؤمن بالسعادة الحقيقية إذا كان قلبه عامراً بالإيمان الخالص من الشوائب الذي لا يكدره مكدر. يقول العلامة (ابن قيم الجوزية) رحمه الله:
 
(في القلب شَعَثٌ لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه، ودوام ذكره وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً)(12).

الصفحات