مدخل إلى علم المعاني الخفية للأرقام

 

يوم ميلادك: هل هو مجرد مجموعة عشوائية من الأرقام، أم هو أكثر من ذلك؟ يجيبك دارسو المعاني الخفية للأرقام: نعم، فلا يمكن لهم فصل المعاني الخفية عن الأرقام التي تنطبق عليك مباشرة، وبكلام آخر فإن شخصيتك ومستقبلك يكمنان في رقمك الخاص. يكون هذا بعملية تحويل بسيطة من الحروف إلى الأرقام، ويمكنك اكتشاف تفاصيل أكثر عن اسمك وأسماء الذين من حولك.

ربما كان من الصعب تناول حبة الدواء هذه، ولكن فكروا فقط كيف أنه غالباً ما تلعب الأرقام دوراً في حياتنا اليومية، والتي بدونها لم نستطع تطوير التقنيات التي نتمتع بها اليوم، ولم نستطع قياس الأبعاد والمسافات، أو نزن الأشياء، أو أو... والقائمة طويلة..

ترافق فن دراسة علم المعاني الخفية للأرقام مع تطور الرياضيات والهندسة وعلم المثلثات، وترجع جذوره إلى حضارات مصر، بابل، آشور، الإغريق والهند، ويبنى أساسه على الحسابات العبرانية القديمة.

يدخل عنصر المصادفة في هذا العلم، وعلى سبيل المثال: قراءة الكف بالأرقام بالإضافة إلى معظم أشكال العرافة. أقيمت العقيدة التنبؤية على الادعاء أن لا شيء يحصل مصادفة، بل تتطابق الأشياء كلها وفق نموذج حتمي لا يمكن تغييره. وعليه، فإن تاريخ ميلادك، وحتى اسمك، ليس نتيجة عشوائية لدائرة لا تنتهي من الخيارات، بل هو جزء من سلسلة حوادث مقررة سلفاً لا علاقة لها بالحظ.

باختصار، ليس لك، كفرد وكشخصية متميزة، ولادة أو أسلوب حياتي آخر. ويمكن تفسير هذا الاعتقاد من وجهة نظر أخرى: لو كان لديك ميلاد غير ميلادك المعروف لما كنت نفس الشخص الذي يعرّف نفسه بأنا.

من أجل هذه الأسباب يدّعي دارسو هذا العلم أن باستطاعتهم استخلاص الكثير من المعلومات من مجرد مجموعة من الأرقام التي تماثل بصمة الإصبع؛ عندما تربطها بتفاصيل أخرى يصبح من الصعب أن تلتبس تلك البصمة ـ شخصيتك ومستقبلك ـ مع أخرى.

ليس تاريخ هذا العلم بسيطاً، بل معقداً يمتد بجذوره إلى ثقافات عديدة مختلفة. وعلى وجه التخمين يعزى إلى فيثاغورث، العالم الرياضي القائل: «تُفسّر كل الأشياء بمفردات عددية؛ لأن كل الأشياء خاضعة بالضرورة للأعداد». وقد كانت هذه المساهمة الفيثاغورثية طريقة لتفسير الأعداد بالصفات المخصصة لها.

علينا ألا ننسى مصدراً هاماً آخر ساعد ـ بالإضافة إلى الفلسفة الفيثاغورثية ـ على خلق علم دراسة المعاني الخفية للأرقام. إنه ما يسمى «غابيليستيك غيماتريا» (Qabilistic Gematria) الذي يعتمد على الربط بين السحر والفلسفة، مستنداً على الأحرف الاثنين والعشرين للهجائية العبرية وأرقامها المترابطة للكشف عن المعاني الغامضة في الكتب المقدسة والتنبؤ عن مصير الإنسان بتحليل اسمه.

هذا العلم ليس معقداً كما يريدك البعض أن تظن؛ إنما يمكن حصر الفكرة كلها بالأرقام من 1 إلى 9. ضمن هذه الأعداد يمكن اكتشاف تجارب حياة كاملة. لا تعوزك قوى خاصة لحل هذه الألغاز.. فبمجرد عملية حسابية تحصل على الإجابة.

ما هي الأجوبة؟ إنها في الحقيقة كل ما تحتاج إلى معرفته، للتزود بدليل يرشدك إلى أفعالك المستقبلية. وهذا الكتاب سيساعدك بشكل خاص على اختيار شريك، أو سيزودك ببصيرة نافذة عن كيفية توافقك وانسجامك مع شريكك الموجود. ستظهر الأرقام أيضاً الدروس المقرر مسبقاً تعلمها والطريقة الأمثل لتحقيق هذه الأهداف، بالإضافة إلى الاتجاهات العامة في شخصيتك، كما تدلك على نوع الشركة التي تصنع أفضل موظف، أو الشريك المثالي في العمل.

لكن لا تخلط بين علم دراسة المعاني الخفية للأرقام وأشكال المعرفة الأخرى، فخلافاً لأوراق اللعب وحجارة النرد، تعطي دراسة الأرقام صورة تامة ودقيقة عن دخيلتك.