أنت هنا

قراءة كتاب بلا قيود - في الأدب والسياسة والفن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بلا قيود - في الأدب والسياسة والفن

بلا قيود - في الأدب والسياسة والفن

عندما يكتب الصحافي مقالا أو ينجز حوارا فان هدفه اثارة الراي العام وذلك شغله اليومي، فهو يكتب ويمضي، لكنه عندما يراجع بعض المواقف تستأثر بعض كتاباته بقيمة خاصة فينحو عيها حنوه على الابناء، ويخشى عليها من التلاشي والضياع في غياهب الذاكرة ومتاهات التاريخ، يعود

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: محمود الحرشاني
الصفحة رقم: 4
روسبينا ﴿1﴾...ذاكرتي
 
اعتدت في كل صائفة أن أقضي مابين أسبوع وأسبوعين في مدينة المنستيرالساحلية،التماسا للرّاحة، وملاقاة الأصحاب والأصدقاء ، والواقع أنّي لا أحب تغيير الأماكن التي أرتادها بسهولة، فلكلّ مكان مكان في قلبي، أرتبط معه بذكريات،خصوصااذا ما شعرت في هذا المكان بالرّاحة التي أبحث عنها. ومدينة المنستير مدينة جميلة وصغيرة، ومن طبعي لا أحب المدن الكبيرة التي لا تهدأ فيها الحركة ، وهي أيضا مدينة مريحة ولا أشعر فيها بالضيق أوالملل..فهناك أشياء كثيرة يمكن رؤيتهافي هذه المدينة ، فضلا عن التمتع بالسياحة على شواطئها العديدة مثل شاطئ القراعية ولافلاز وصقانس ، والتنعم بجمال رمالها الذهبية ،ولا تشعر أبدا في المنستير أنك غريب عن الأهل والديار، فسرعان ما تندمج سهولة في أجواء هذه المدينة ويتلقاك أهلها بالترحاب..
 
ولقد أصبح لي بحكم ترددي عدة سنوات على هذه المدينة، أصدقاء كثيرون أسعد بملاقاتهم ومجالستهم وقضاء أوقات ممتعة معا.واعتدت أن أقسم يومي على فترات، بحيث لاأظلم العائلة التي جاءت معي طلبا للرّاحة، ولا أحرم نفسي من مجالسة الأصدقاء.. فعادة ما أخصص الصباحات للجلوس في أحد المقاهي الذي يرتاده الأصدقاء، حيث يلتأم مجلسنا، الصديق محمد البدري،الشيخ الأديب محمد محسن البواب ، صالح الجدى وغيرهم .
 
وهذا المجلس هومجلس معروف، وعادة ما يتخذ لنفسه ناحية في هذا المقهىحيث يدورالحديث حول كل شئ بدءا بأحداث السّاعة والتعليق على ما تنشره الصحف وتبثه الفضائيات الىالحديث عن شؤون الثقافة وأهلها، الى ذكريات صالح الجدّى ، المعلم المتقاعد ، وترحاله عبر عديد المدن التونسية .وحديث الشيخ محمد محسن البواب، وهورجل غزير المعلومات ،ولا ينسى أن يذكر لي أنه عاش سنوات في مدينة سيدي بوزيد وأنه يحن الأن الى زيارتها. أمّا صالح الجدى، فهوعادة ما يتخذ لنفسه مكانا في صدارة المجلس ما أن يستفزّه الأصدقاء حتى يسترسل في الحديث بصوت عال ومرتفع ، فيأخذ محمد البدري هاتفه الجوال، ويشرع في التقاط صور تذكارية له، ويتدخل بشير ويطرح علي نفس السؤال الذي ظل يطرحه منذ سنوات، متى ستنشر صورة صالح الجدي في غلاف مراة الوسط ؟ أنه لا يقل قيمة ولا شهرة عن نجوم الغناء والطرب،ويضيف أنا اعدك باقتناء كمية
 
من المجلة لتوزيعها على الأصدقاء.فيجيبه صديقه عن .. ومن يشتري مجلة صوره غلافها هي صورة صالح الجدى ، أتريد للرجل أن يفلس؟ !!
 
وينفض المجلس عند الظهر على أن يتواعد الأصدقاء على اللقاء مجدّدا في العشيّة في مقهى آخر من مقاهى المدينة وعلى عجل يأتي علي الشملي الصحفي والوجه الأعلامي المعروف أو"العميد" كمــا يسـميه الأصدقاء والزملاء.. علي، موزع بين الصّحافة والشعر والعمل بإذاعة المنستير، التي يتوالى بثها بأصوات ألفناها وأحببناها.

الصفحات