أنت هنا

قراءة كتاب قطعة ناقصة من سماء دمشق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قطعة ناقصة من سماء دمشق

قطعة ناقصة من سماء دمشق

كتاب "قطعة ناقصة من سماء دمشق" ، تأليف : رائد وحش ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوز

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

النار وحدها كتبت بداية المخيم، ووحدها ستكتب نهايته أيضاً.

بسطات على طول الطريق. الذين فقدوا أعمالهم تحولوا إلى باعة بسطات، والطرق كلها صارت أسواقاً. طبعاً أقصد بسطات البلدات والضواحي، فالتي في المدينة هي بسطات ذات مهمات أمنية. في إحدى المقابلات التي بثّها التلفزيون السوريّ في الصيف الماضي قال بائع بطيخ في حي الميدان: «نحن متمركزون هنا».

الحياة نفسها بسطة مطروحة أمام العابرين، حياة الفقراء طبعاً، في حين أن حيوات القلة القليلة تبقى سوبر ماركت، حتى لو في يوم القيامة..!

الحشّاش فتح بسطة خضار. وقفتُ قرب بضاعته وأطنبتُ في مديح حبّات الفجل الفاخرة فاحتدّ وأوقفني ففي هذا المديح ظلمٌ للبطاطا. زميله الحشاش الآخر دخل على الخط وسأله: «بكم غرام البندورة؟». ضحكنا، ضحكت امرأةٌ عابرةٌ، ضحكت صناديق الخضار، فوحدة «غرام» ذات دلالة في عالم الحشيش.

المجنون مسّوس أبو الشيخ تحول إلى بسطة. وقف في الشارع وراح ينظّم السير. وقوفه ذكرني بقصة رواها لي صالح علماني كان قد قرأها لدى كاتب أمريكي لاتيني، تتحدث عن مجنونٍ طموحه الأكبر أن يتحول الى شرطي مرور. صفارته ظلّت تلعلع في الشوارع الخلفية وراء الدراجات والشاحنات، وحين جاءت الاضطرابات الأمنية إلى بلاده حصل على قبعة شرطي فخرج بها الى شارعٍ عامٍ ليحقّق حلم حياته، دون أن يدري، كما هي عادة الأحلام الكبرى، أنه سيكون هدفاً لرصاصة معارِضة سترديه بوصفه أحد أعوان النظام.

الصفحات