أنت هنا

قراءة كتاب التصميم الجرافيكي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التصميم الجرافيكي

التصميم الجرافيكي

فن التصميم من الفنون التشكيلية التي تؤدي إلى ابتكار ورسم وتخطيط للأشياء المرئية والوظيفية والجمالية التي نحتاجها في حياتنا اليومية وبها تعطي للإنسان والفنان كل ما هو جديد والذي يعطي الإحساس والشعور المرهف في تذوقنا الفني والثقافي، وكلمة تصميم تعني ابتكار ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10
أ- العوامل الذاتية للإدراك البصري: العوامل الذاتية كما هي تتعلق بالشخص المشاهد للعمل بميوله الخاصة واستعداداته العامة أي حالة التأهب إزاء هذا العمل الذي أمامه أو الموقف الذي يشاهده وخبرته السابقة أو الحصيلة العامة لمجموع المواقف التي سبق أن مرّ بها أو شاهدها من قبل من أعمال فنية مسطحة أو مجسمة.
 
وانتباه المشاهد أو حالة تركيز عقله حو موضوع معين يبحث عنه في العمل الفني أو نحو بعض أجزاء من العمل أو نحو زاوية رؤية أو نحو العمل ككل أو نحو العوامل المحيطة به وعلاقتها به أو تأثيرها عليه.
 
وبرغم أن الشيء المدرك لا يخرج عن كونه صورة ذهنية ولكن الصورة الحقيقية تمتاز عن الصورة المتذكرة بحقيقتها الخارجية وشدتها وتماسكها المنطقي وفاعليتها.
 
ويعتبر الإدراك ليس مجموعة إحساسات بل هو عملية معقدة تساهم فيها المخيلة والعقل بشتى أحكامه من تقدير للوجود الخارجي للعمل الفني ومن تأويل وتشبيه وتمثيل هذا العمل بآخر.
 
كما أن العوامل التي تؤثر على الشيء المدرك هي ذاتها العملية المعقدة المؤيدة إلى تحويل الانتباه إلى مستوى أرقى هو الإدراك.
 
فالتهيؤ العقلي هو الذي ينتقي المثير فيركز الانتباه إليه وفي عملية الإدراك في الفن خاصة وإن موقف المدرك ودرجة تهيؤه العقلي لها تأثيرها في تحديد نوعية الإدراك. فمهما كانت العوامل الموضوعية للإدراك في العمل الفني فإن فهم علاقة الشكل بإطاره أو المجال الموجود به أو مجرد الانتباه إلى شكل ما، لن تتم بدون تهيؤ عقلي كافي. وقد تؤدي شدة الألفة بعمل ما إلى ضعف الانتباه إليه فإذا ما طرأت بعض التغيرات البسيطة كأن ينقل من مكانه أو يتغير إطاره ففي هذه الحالة إن المشاهد يحاول تركيز انتباهه على هذا الأمر أو الشيء الجديد الذي طرأ عليه أي أن الاستعداد الانتباهي العام لهذا الشخص قد ركز حول جزء من المجال الإدراكي.
 
أما إذا كان الموقف كله جديد ولا عهد للمشاهد من قبل به، فإن انتباهه يكون منصباً على العمل ككل محاولاً أن يستشف فيه أكبر قدر ممكن من الناحية الإدراكية، وبالتالي فإن العمل المجسم أو المتعدد الأسطح إمكانية رؤيته من زوايا متعددة تعطي دائماً للمشاهد له رؤية متجددة بتغير زوايا الرؤية ووضع المشاهد منها، ولذلك فمراعاة استغلال هذه الإمكانية في عملية إنشاء العمل المتعدد الأسطح لا تخلق نوع من الألفة عند مشاهدتها.
 
كما وأن المرء لا يدرك تلقائياً كل ما يقع في حقله المرئي بل إنه يدرك الموقف ككل إدراكاً ذاتياً يرتبط ببيئته الطبيعية والثقافية. فإن لغة الشكل المرئي تتحمل إلى جانب واقعها البنائي بُعداً إدراكياً يتمثل في مداولاتها الرمزية المعرفية التي تؤصل في الرائي نواحي التفاصيل إيجابياً أو سلبياً حيث يتجاوب المشاهد مع هيئات شكله ويتجنب هيئات وأشكال أخرى كلياً أو جزئياً.
 
فالعقل يضفي على الأشكال أبعاداً رمزية ومداولات استعارية يحولها من مجرد عناصر وأسس تصميمية إلى أدوات تعبيرية ووسائل بصرية توجه وتستقبل بما يكفي التفاهم بين المتعاملين بلغة الشكل إبداعاً واستمتاعاً.

الصفحات