أنت هنا

قراءة كتاب مسافر بلا حلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مسافر بلا حلم

مسافر بلا حلم

رواية (مسافر بلا حلم)؛ صعدا الدرج الحجري الدائري بصمتٍ إلى غرفتهما. أمسك نك يدها لكنها ظلت تتقدمه بخطوةٍ أو اثنتين. شعرت أن لمسة يده منحتها ارتياحاً كبيراً، وهي تحتاج إلى الراحة في هذا الوقت. شعرت أيضاً أنها أقدمت على أفظع شيء في حياتها.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

ثم قطبت جبينها. بِمَ تراه يفكر؟ انحنت إلى الأمام وحاولت التقاط نظرته. بدا نك مأخوذاً في تجميع حبات البازيلا في كومة صغيرة بواسطة سكينه.
_ كيف حال ماغي؟
بدت ماغي ضعيفة بعد رحيل نك، وعرف الجميع أن التواصل معها غير مجد. فاتخذت أديل ذلك ذريعة لتقلل من تواصلها مع العائلة قدر المستطاع. صحيح أنها كتبت بسرعة بعض الرسائل الإلكترونية وأرسلت بطاقة معايدة بمناسبة عيد الميلاد، إلا أنها تجنبت الرد على الرسائل على المجيب الآلي، متظاهرة أنها منشغلة جداً بعملها. وفي الأشهر القليلة الماضية سار كل شيء بطريقة هادئة. أما الحقيقة فهي أنها كانت خائفة، خائفة جداً. فهي ونك منفصلان، وقد تعاملها أخواته وأمه ببرودة الآن، تماماً كما فعل والداها. لقد أصبحت فرداً من العائلة بالصدفة، لذا بدا من الأسهل لها تجنب أي علاقة أكثر عمقاً بدلاً من المخاطرة.
قام نك بوكز كومة حبات البازيلا بسكينه ما جعلها تتناثر في صحنه، وقال: "تعرفين أمي...".
حاولت إخفاء شعورها بالخجل بعد أن أدركت أنها تصرفت مع أمه بسخافة وجبن. عرفت أديل أم نك أكثر مما عرفت أمها، وذلك ليس مستغرباً، فآخر مرة رأت فيها والديها بالعين المجردة كانت قبل ثلاث سنوات. هذا ليس أمراً غير اعتيادي، فذلك ما كان عليه الوضع مذ أرسلاها إلى المدرسة الداخلية، كي تتمكن أمها من السفر حول العالم مع أبيها وهو ينتقل من مكان إلى آخر بسبب عمله.
ماغي هيوز هي من نوع النساء اللواتي تمنّت أديل أن تكون لها والدة مثلهن وهي في عمر المراهقة. منزلها ممتلىء دائماً بالأطفال والأحفاد الذين يتذمرون على الدوام لأنها تتدخل في كل شاردة وواردة من أمورهم، إلاّ أن هذا لم يمنعهم من المجيء إلى منزلها. إنها امرأة ذات قلب كبير، ولطالما كانت حريصة على أن تشعر أديل أنها فرد من أفراد العائلة. مع أنها تتساهل قليلاً مع ابنها الوحيد، لكن ما من أحد مثالي. أليس كذلك؟
_ بلغها تحياتي الحارة حين تكلمها.
سعل نك وقال: "حسناً! أظن أنك تستطيعين إبلاغها إياها بنفسك".
_ ومتى ترغب بأن يحصل هذا؟ لا أظنك نسيت -مع كل أعمالك الناجحة في هوليود- أنها انتقلت للعيش مع العمة بيفيرلي السنة الماضية. أليس كذلك؟ سكوتلندة بعيدة جداً لتقصدها من أجل كوب شاي وحديث.
_ إنها تحضر لحفلة عيد ميلاد كبيرة. شارلوت تنظم هذه المناسبة، وبالطبع اضطرت أخواتي إلى المشاركة في التنظيم.
استطاعت أديل أن تتخيل الأمر. لنك ثلاث أخوات أكبر منه سناً، وهن يشكّلن قوة هائلة معاً. نقطة ضعفهن الوحيدة هي حبهن لأخيهن الصغير. سمعت أديل الكثير من القصص عن المآزق التي ورّط نك نفسه فيها وهو صبي صغير، ولكل تصرف سيء من قبله قصة متناغمة ترويها إحدى أخواته أو كلهن.
_ وما علاقة هذه الحفلة بي؟
نظر نك إلى أديل من تحت خصلة الشعر العاصية، وقال: "أمي تريدك أن تأتي ... في الواقع هي تصّر".
_ لماذا؟
لطالما كانت ماغي حسّاسة ومراعية لمشاعر الآخرين. أضافت أديل: "لا شك أن وجودنا نحن الاثنين في الحفلة سيجعل الأمر مربكاً، فلِمَ تريد أن تخاطر بليلتها الكبرى؟"
_ هـمم... هنا لُب الموضوع. أنا لم أخبرها حقاً عن... عنّا.
أحسّت أديل بطوق التوتر على جبينها يشتد أكثر فأكثر، فاستفسرت: "عنّا؟"
_ عن... تعرفين... مشاكلنا.

الصفحات