قراءة كتاب الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

يأتي كتاب (الإعلام والتحوّلات العربية) لمؤلفه د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: صفد الساموك
الصفحة رقم: 2

الفصل الأول

الإعلام والتحوّلات المعاصرة

المبحث الأول

أثر المتغيرات الدولية في الإعلام
مدخل في المتغيرات الدولية المعاصرة

يعاني العالم من صراعات وتبدلات سياسية وإيديولوجية ومنازعات عسكرية وثورات وتحولات ديمقراطية، ويعيش الناس حالة من التطور السريع، ويتأثر الفكر والحوار السياسي بالعديد من المتغيرات، في رأسها العولمة، والإرهاب الدولي، وتبعات الاحتباس الحراري، والنفط، والخلافات والنزاعات في العديد من المناطق.. وهو سيناريو معقد، يبدأ من عودة نشوء نظام عالمي متعدد الأقطاب، إلى نهضة دول آسيا في مواجهة الغرب (1)
وبينت السوابق التاريخية: أن لمثل هذا الصراع والتحولات أبعاداً داخلية وإقليمية ودولية، وعناصر يجب مراعاة التفاعل فيما بينها، لأنها تؤثر وتتأثر في جوانب ومجالات متعددة، يأتي المجال الإعلامي في مقدمتها.
إن الإعلام يمارس دوره داخل المجتمع.. وتتعذر بالتالي قراءة تاريخه، ومعالجة وضعه الراهن والتنبؤ بآفاق تطوره بمعزل عن السياق الاجتماعي (السياسي، والاقتصادي، والتقني)، والثقافي (الفكري، والروحي) الذي يعمل فيه هذا الإعلام (2).
لذا، أثرت تلك المتغيرات مجتمعة في المجال الإعلامي الدولي والمحلي على حد سواء، وأفرزت مظاهر إعلامية جديدة على مستوى العالم، وفّرت قنوات وممارسات ومضامين إعلامية جديدة، تسهم بدورها في حراك المتغيرات المعاصرة في المجتمعات المختلفة، مُنتجة في الوقت نفسه متغيراً إعلامياً مستقلاً من حيث المظهر، وجامعاً لآثار المتغيرات الدولية المعاصرة وعوائدها، ومتداخلاً معها في علاقة تفاعل وأثر متبادل.
إن الدراسة المنهجية العلمية للظاهرة الإعلامية الجديدة، توجب أن تبحث هذه الظاهرة بوصفها ظاهرة مستقلة ومتميزة نسبياً تمتلك خصائص وسمات محددة، إلا أنها متجذرة في الوقت ذاته بالتاريخ والمجتمع، ومتشابكة ومتلاحمة مع النسيج والسياق الاجتماعي (السياسي، والاقتصادي، والتقني) الذي نشأت وتشكلت وتطورت فيه.
وقد أصبح الإتصال عملية ليس لها بداية أو نهاية أو تسلسل مفترض للأحداث، وليس فيه أشياء ثابتة ومستقلة، عن الأشياء الأخرى، وان جميع العناصر تتفاعل... وان ثمّة علاقات ديناميكية قائمة بين هذه العناصر، تربطها وتحدد شكلها الظاهرة ونتائجها.
إن التطور الحاصل في علم الاتصال أدى إلى إنتاج إشكاليات جديدة، لا يمكن حلّها إلا بالرجوع إلى مقاربات جامعة وشاملة، تأخذ بعين الإعتبار تعقد العناصر الفاعلة في عملية التواصل، ووضعها الديناميكي، والمتغير من جهة إلى أخرى، إذ أصبح من المستحيل دراسة العملية الإتصالية بشكل عام من منطلقات جزئية.
ومن هذا المنطلق نحدد أربعة متغيرات أو متحولات رئيسة لدراسة الظاهرة الإعلامية الجديدة، في ظل الواقع الدولي الجديد، هي:
أولاً.. المتغير السياسي/ الإيديولوجي:

شكل انتهاء الحرب الباردة أولى أهم المتغيرات الرئيسة السياسية/الإيديولوجية على مستوى العالم والمنطقة العربية (3)لتي تفرعت منها مجموعة متغيرات ظهرت عبر ملامح متعددة على صعيد المنطقة، يُعدّ المتغير العراقي (الإستراتيجية الأمريكية في العراق، ومنه إلى المنطقة)، والمتغير الإيراني (قضية البرنامج النووي الإيراني، والمقاربة الأمريكية الخاصة بها) اللذان يؤثران في الحالة الدولية بشكل كبير من المتغيرات المهمة فيها، وما يتبعها من تطوّرات تشهدها المنطقة، في سوريا ولبنان، وباقي الدول الإقليمية.
إلا إن المتغير العراقي مازال يُعد الأكثر أهمية بينهما، وقد أفرز معطيات سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية ذات صلة بالمتغير الثاني، يتمثل المعطى الأبرز فيه بانتشار قوات أمريكية ذات ثقل متقدم في شمال الخليج العربي للمرة الأولى على الإطلاق في تاريخ المنطقة، وقاد هذا المعطى إلى إعادة صوغ الانتشار الأمريكي في الداخل الخليجي، ومن ثم إعادة رسم موقع هذا الداخل في خارطة الوجود العسكري الأمريكي في الساحة الدولية، وما تبع ذلك من نتائج سياسية على مستوى العالم (4) .
 

الصفحات