قراءة كتاب مئة سنة من الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مئة سنة من الحب

مئة سنة من الحب

كتاب " مئة سنة من الحب " ، تأليف عماد أنيس بيطار ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 3

ـ في الحياة طُرق أخرى للتفكير... ثم متى كان الجهل أقوى من العلم يا آسيا؟ وأنتِ طالبة جامعية.

ـ الجهل دائماً أقوى من العلم حينما يكون الجهلاء أكثر عدداً...

ـ هناك حكمة تقول: المصيدة لا تطارد الفأر... وإنما هو من يأتي إليها.

ـ ما المغزى؟

ـ إذا كان أهل الحي مصيدة، فلا تأتي إليهم يا آسيا... أي لا تنحدري إلى مستواهم... فالإنسان قادر على أن يجدد نفسه، كما بإمكانه أن يضيِّعها أيضاً.

تابعنا هبوط الدرج جنباً إلى جنب إلى أن بلغنا باب شقتي. وعند هذا الحد، شكرتني مجدداً وفي نفسها شيء غامض لم أتبيَّنه!. مسكينة آسيا. هي لطيفة المعشر، تطفو على وجهها البراءة. جمالها يستفزكَ للدخول معها في حديث، وما إن تجلس لمحادثتها، حتى تجدها مملوءة بالجو اللطيف. كل شيء فيها يستحق الاهتمام. وهذه حقيقة لا تُنكر. أما والدتها، فجميلة رغم كبرها، تمتاز بشيء من القسوة تجاه آسيا. وهذا أمر ينطوي على شيء من الغرابة، كونها لم تُرزق بابنتها «آسيا» إلّا بعد طول انتظار، دام حتى الأربعين من عمرها. عانتِ الكثير بعد وفاة زوجها. ثم تزوجت ثانية، وهذا هو الجزء الأسوأ في حياتها. إذ لم يتبيَّن لها آنذاك أنه مخادع، مقامر. لقد وقعت في غرامه كما يقع الطير في الشرك. وكان عذرها في ذلك، أنّ الزواج يجعل للإنسان وجوداً في العالم. إلَّا أنها اختارت الرجل الخطأ، ونقطة على السطر.

ـ في المنزل، نظرتُ إلى ساعتي ـ إنها الثامنة مساءً ـ ولم تتصل تلك السيدة لتسأل عن هاتفها والخليوي!

كان الوقت يمضي، لا جديد يحدث! وتبيّن لي أن الانتظار لن يجدي نفعاً. نقرتُ على أزرار الهاتف طالباً الرقم إياه ـ المدوّن على غلاف الكتاب ـ لكن عزيمتي تراخت، فأقفلتُ الخط. ويحق لي أن أفعل. إذ ماذا عساي أن أقول لها وأنا أجهل حتى اسمها. ثم تراءى لي أن أقرأ قليلاً في كتابها «مئة سنة من الحب». في أولى صفحاته إهداء من الكاتبة نفسها! وإليكم الإهداء:

ـ إلى السيدة التي وجدتْ كل شيء إلا الحب الحقيقي...

فإلى رزان الصغيرة أهدي روايتي..

رزان

إذن، تلك السيدة تدعى رزان الصغيرة. يا لحظها الجميل، لقد حصلتْ على إهداء من كاتبة عالمية! وأظنها لن تتخلى عنه حتى لو اضطرت إلى استخدام السلاح الأبيض لاسترجاعه. لكن لماذا لم تتصل بعد؟ ومهما يكن من أمر، فقد دبت الحماسة فيَّ. طلبتُ الرقم. رن الهاتف. انتظرتُ قليلاً، وإذ بصوت أنثوي لطيف:

ـ ألو... هنا منزل السيدة رزان الكاتبة... مَنِ المتصل؟

لم أصدق ما سمعت!؟ أهي حقاً صدفة لرقم خاطئ طلبته؟ احتفظتُ بهدوئي وقلت:

ـ تقصدين السيدة رزان، الحاصلة على جائزة نوبل في الآداب؟

ـ هي ذاتها سيدي.... من يريدها؟

خفق قلبي بشدة. أيعقل أن أحظى بلقائها؟ وأن تسمح لي برسمها؟ لكن بأية حجة أتسلل إلى عالمها؟ هذه الفكرة رغم صعوبتها أدخلت السرور إلى قلبي بشكل ما. تابعتُ حديثي:

ـ أدعى عماد...

ـ حسناً يا سيد عماد... هل تريد مكالمة الكاتبة نفسها أم السيدة رزان الصغيرة؟

ـ هي نفسها... السيدة رزان الصغيرة... أهي موجودة؟

ـ أجل... انتظر قليلاً...

كم هو رائع أن نصادف أموراً تدهشنا! فمن كان يظن أنَّ رزان الصغيرة على صلة قرابة بكاتبة من هذا المستوى الرفيع؟ ولو لم تكن قريبتها لما سكنت المنزل نفسه.

انتظر عماد على الهاتف فترة لا بأس بها. وكان يعرف جيداً بألَّا يسمح لنفسه بارتكاب أدنى هفوة. وخلال فترة الانتظار، سمع أصواتاً بعيدة عبر سماعة الهاتف، فأصغى إليها:

ـ يا سيدة رزان... شخص على الهاتف يطلبكِ...

ـ من هو يا دانيال؟

ـ يدعى عماد يا سيدتي...

ـ لا أعرف أحداً بهذا الاسم!

ـ ربما هو صحافي آخر...

ـ اعتذري منه وأقفلي الخط.

الصفحات