أنت هنا

قراءة كتاب تصحر الأراضي والمياه – مشكلة بيئية خطيرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تصحر الأراضي والمياه – مشكلة بيئية خطيرة

تصحر الأراضي والمياه – مشكلة بيئية خطيرة

كتاب " تصحر الأراضي والمياه – مشكلة بيئية خطيرة " ، تأليف د. حسوني جدوع عبدالله ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 10

التصحر والمعارضة الجماعية والعنف الجماعي:

Group conflict and violence

تضمين دراسة المعارضة الجماعية داخل اهتمامات علم البيئة (التصحر هو تدهور النظمة البيئية وقلة انتاجيتها) ولقد كان هذه ظاهرة تقليدية منذ فجر التاريخ والاقتصاد والعلوم السياسية وعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم السلوكية المرتبطة به ولقد كان لعلم البيئة القليل جداً يقوله عن المعارضة الجماعية فضلاً عما في الجماعات الحيوانية وربما تكون هذه مشكلة في حد ذاتها. ونعني بذلك فشل علماء البيئة وغير علماء البيئة على حد سواء في إن يهتموا بالعوامل البيئية في الصراع البشري ومع ذلك فأن هناك تزايداً في الوعي في تأثير العوامل البيئية في المعارضة والعنف (صالح , قيصر نجيب و سهيلة عباس احمد الدباغ و طارق محمد صالح , 1984)

أن العنف هو واحدة من عدة استراتجيات لرد الفعل الاجتماعي على التهديد البيئي على الظروف البيئية والتغير الاجتماعي باعتبارهما عوامل وراء العنف. العلاقات بين التزاحم الزائد والعدوان البشري والاستجابات الدفاعية للتهديدات البيئية والاجتماعية. وبالاختصار يبدو أن الازدحام السكاني يزيد فقط من التهديد المنتشر على نطاق واسع للاستقرار الاجتماعي والممثل في الكتل من جماهيرنا الذين يعانون أساسا من عدم الثقة في مستقبلهم الشخصي والذين انعدمت ثقتهم في زحمتهم للحصول على مكان مأمون في مجتمعهم.

ان أهم اسباب الزيادات الكبرى في العنف الجماعي هو التذمر المنتشر للتطلعات التي حرمت منها المجتمعات بالنسبة للحاجات وظروف الحياة والتي يعتقد الناس انه حق من حقوقهم ولتوقعات الإنسان الشرعية مصادر عدة من بينها خبرته السابقة في الربح والخسارة ومثاليات الندرة أو الوفرة وحالة الجماعات التي ينتمي إليها والأكثر احتمالاً إن تتولد تطلعات جديدة وتذمرات جديدة في أوقات التغيير الاجتماعي... كما أن الشعوب التي تواجه أسرع تغير اقتصادي اجتماعي تكون أيضا معرفة لان تمارس أعلى مستويات العنف الجماعي.

الظروف البيئية والاجتماعية المثيرة للكآبة في أحياء المدينة الداخلية كدوافع للعنف, العاطلين عن العمل من الرجال والنساء والمدارس التي يتمرن بها الصبية بدل من تعليمهم حتى يتحولون إلى الشوارع وارتكاب الجريمة وتناول المخدرات والى الاعتماد على الرعايا الاجتماعية والى الشعور بالمرارة والنقمة عن المجتمع

وتكون المرارة تجاه مجتمع مستقر عاملاً رئيسياً بكل تأكيد للعنف الأعمى وفي السنوات الأخيرة وفي اغلب الأحوال كانت تعود جرائم القتل الجماعية والتفجيرات بالقنابل وجرائم الخطف والعنف المدني إلى الخيط المشترك من المرارة المتطرفة ضد الظروف الاجتماعية السائدة. وفي حالات عديدة شعور مرتكبو العنف الأعمى بأن ليس لهم مخرج آخر – فلقد حوصروا بضغوط اجتماعية هي من الشدة بحيث لم يكن غير العنف من وسيلة تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم مما يوحي بأن العنف الأعمى والإرهاب ليسا في الحقيقة ألا مظاهر ضغط سكاني مفرط وقلق اجتماعي – وهذه تمثل مصباً للقوة البيئية والنفسية. ومما لا مبرر له في هذه المرحلة اعتبار المفاهيم البيئية للعنف على أنها علاقات مثبتة ومفهومة بصورة واضحة على أساس أن العوامل السياسية والاجتماعية والاديولوجية تلعب مثل هذه الأدوار الرئيسية في الصراع البشري وبالرغم من أن هذا فأن أهمية العوامل البيئية في طريقها لان تصبح أكثر وضوحاً إذ هي بكل تأكيد بحاجة إلى دراسة أكثر دقة.

الصفحات