كتاب " التربية بالحوار " ، تأليف عبد الرحمن النحلاوي ، والذي صدر عن
قراءة كتاب التربية بالحوار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تحليل هذا الحوار النبوي إلى عناصره أو مراحله التربوية:
يمكننا أن نحلل هذا المثال إلى مراحل الحوار أو عناصره وهي:
1 ًـ أسئلة أو تقرير معلومات تثير عند المتعلم التساؤل ليعطي رأيه حول الموضوع الذي يراد مناقشته، وتتم هذه المرحلة بأسئلة تمهيديّة تصاغ لهذا الغرض. أما في هذا المثال فقد جاءت الآية التي تتحدث عن النصارى واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً، جاءت وافية بهذا الغرض، فقد استمع إليها عديّ ووعاها، فدفعه ذلك إلى أن يقول رأيه: «لسنا نعْبُدهم» فهو لم يكن يعرف أن الطاعة في التشريع بغير ما أنزل الله نوع من العبادة واتخاذ الأرباب، لذلك أنكر أن يكونوا قد عبدوهم.
2 ًـ أسئلة أو تقرير معلومات تُبَيّن للمتعلم أن ما أدْلَى به في جوابه يؤدّي إلى أفكار خاطئة أو ناقصة، أو تشعره بالخطأ ونقص المعلومات ليصبح مستعداً لتلَقّي المعلومات الصحيحة التي يُراد إلقاؤها إليه مشتاقاً إليها، وتتجلّى في هذا المثال بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم:
«أليسَ يحرّمون ماأحلَّ الله فتحرّمونه؟ ويحلّون ماحرّم الله فتستحلّونه؟».
وفي جواب عدي بن حاتم الذي حكاه لنا بقوله: «قلت: بَلَى».
3 ًـ تقرير المعلومات التي يراد هداية المخاطب إليها والعمل بها، وتتجلى هنا في تعليق النبي صلى الله عليه وسلم على جواب حاتم وهو قوله r: «فَتِلْك عبادتُهم». ومعلوم بالبداهة عند عَديّ بن حاتم أنه لا أحد يستحق العبادة إلا الله. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم تابع محاورته ليوصله بالحوار إلى هذه الحقيقة وليبلغ معه بالمناقشة والقناعة إلى الإقرار بعقيدة التوحيد، وهي ما أراد هدايته إليه.