قراءة كتاب علم البديع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علم البديع

علم البديع

كتاب " علم البديع " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

فمن الإثبات والنفي قوله تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدُهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (*) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ} [الروم: 30/6-7] . طابق بين الفعل المنفي «لا يعلمون» والفعل المثبت «يعلمون».

وقد يكون الإثبات والنفي في الأسماء كذلك، كما في قوله تعالى: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} [الحج: 22/5] . طابق بين الاسم المثبت «مخلقة» والاسم المنفي «غير مخلقة».

ومن تضاد الأمر والنهي قوله تعالى: {فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 5/44] ، طابق بين النهي «لا تخشوا» والأمر «اخشوا» وهما متضادان، لأن الأمر طلب فعل الشيء، والنهي عكسه، لأنه طلب الكفّ عن الشيء.

والطباق منه:

ظاهر : كالأمثلة التي تقدّمت جميعاً، إذ يؤتى بالمعنى وعكسه بشكل واضح ظاهر، لا يحتاج إلى نظر أو تأوّل.

خفيّ : وهو ما يحتاج الوقوع عليه إلى شيء من التأمل والنظر، لأن المعاني المتضادة قد لا تظهر في أشخاص الألفاظ، على نحو قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} [نوح: 71/25] ، والطباق هنا بين «أغرقوا» و«ناراً» وهذا غير ظاهر، ولكن تأويله أن الغرق من صفات «الماء» أو يقتضي وجود «الماء»، فطابق بينه وبين النارلهذا الملحظ، فكأن الطباق بين «الماء» و«النار».

ومن الطباق الخفي قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 2/179] ؛ طابق بين «القصاص» و«الحياة» وهما - على الظاهر - غير متضادين، ولكن القصاص يؤدي إلى «الموت» أو يرتبط به، فكأنه صار بمعناه، ولذلك طابق بينه وبين «الحياة»، كما يُطابق بين «الموت» و«الحياة»، وهو - كما ترى - خفي، لعدم ظهوره في أشخاص الألفاظ مباشرة، بل بضرب من التأوُّل.

والطباق قد يكون لفظياً ، وقد يكون معنوياً .

اللفظي : وهو ما تقدم في جميع الأمثلة التي مرت، أن يؤتى بالمعنى وعكسه عن طريق تضاد الألفاظ وتقابلها، سواء أكان ظاهراً أم خفياً.

المعنوي : وهو أن يؤتى بالمعنى وعكسه لا عن طريق الألفاظ المتضادة، بل عن طريق الإيماء إلى المعنى المعاكس بلفظ غير متضاد مع الأول، كما في قوله تعالى: {إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ (*) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} [يس: 36/15-16] .

ردّ الرسل على المكذبين بقولهم: {رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} [يس: 36/16] وهذا معناه: إنا صادقون، وهو عكس كلامهم.

ومن الطباق المعنوي قوله تعالى: {جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [البقرة: 2/22] .

طابق بين الأرض والسماء طباقاً لفظياً ظاهراً، ولكنه طابق بين «الفراش» و«البناء» طباقاً معنوياً، لأنه «لما كان البناء رفعاً للمبني قوبل بالفراش الذي هو على خلاف البناء»[8] أي الفراش خفض والبناء رفع.

مثال محلول على الطباق

وضّح الطباق في الأمثلة التالية:

1- قال تعالى: {وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ *} [غافر: 40/41] . هذا من الطباق الخفي، إذ قابل بين «النجاة» و«النار» وهما غير متضادين على الظاهر، ولكن النجاة مسببة عن الجنة، فكأنه طابق بين «الجنة» و«النار»، أو قل: النار هلاك، فكأنه طابق بين «النجاة» و«الهلاك».

2- قال تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: 5/116] .

طابق بين «تعلم» و«لا أعلم» وهو من طباق السلب، لأنه أتى بالفعل مثبتاً «تعلم» وعكسه بالنفي «لا أعلم».

3- قال الشاعر:

على أنني راضٍ بأن أحملَ الهوى

وأخْلُص منه لا عليَّ ولا ليا

في البيت طباق إيجاب، وقع بين حرفي «عليّ» و«لي» لأنهما متضادان في المعنى.

أمثلة للحل

1 ً- عَيّن ما في الآيات التالية من طباق، وتحدَّث عنه.

1- قال تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (*) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا} [النجم: 53/43-44] .

2- {وَما يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (*) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (*) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (*) وَما يَسْتَوِي الأَحْياءُ وَلا الأَمْواتُ} [فاطر: 35/19-22] .

3- {فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (*) قُطُوفُها دانِيَةٌ} [الحاقة: 69/22-23] .

4- {فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (*) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ} [الغاشية: 88/13-14] .

5- {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ *} [الرعد: 13/10] .

2 ً - اشرح الأبيات التالية، وبيّن ما فيها من طباق:

1- قال عمر بهاء الأميري في أولاده:

أين التباكي والتضاحك في

وقتٍ معاً، والحزنُ والطربُ

2- قال أحمد شوقي:

وقبورُ موتى من شباب أمية

وكهولهم، لم يبرحوا أحياء

3- قال أبو الطيّب:

ولقد عُرِفتُ وما عُرِفتُ حقيقةً

ولقد جُهِلْتُ، وما جُهِلْتُ خُمُولا

4- قال الشاعر:

خُلقوا وما خُلقوا لِمكرمةٍ

فكأنهم خُلقوا وما خُلقوا

رُزِقوا وما رُزقوا سماح يدٍ

فكأنهم رُزِقوا وما رُزِقوا

الصفحات