أنت هنا

قراءة كتاب المصطلحات و المكنيات القولية العامية الشامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المصطلحات و المكنيات القولية العامية الشامية

المصطلحات و المكنيات القولية العامية الشامية

كتاب " المصطلحات و المكنيات القولية العامية الشامية " ، تأليف مصطفى الصوفي ، ومما جاء في المقدمة :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 1

مــقدمـة : في اللغة العامـية المحـكية في بلاد الشـام

منذ عام 500 ق.م أصبحت الآرامية لغة البلاد الحكومية والتجارية ولغة سكان البلاد السائدة في بلاد الهلال الخصيب وفي عهد الإسكندر أصبحت اللغة المتداولة في الإمبراطورية التي امتدت من الحبشة وحتى الهند.

والسريانية هي اللغة الآرامية ولكن استخدمها السريان فسميت باسمهم وهي أقدم لغات العالم كتب بها الأدباء السريان قبل المسيح وظلت محافظة على طابعها وخواصها حتى اليوم، لذلك تعود معظم التسميات والمصطلحات في أسماء المدن والقرى والأراضي في سورية وبلاد الشام إلى اللغة الآرامية.

وما يسمى باللهجة العامية المتداولة بين الناس اليوم هي لغة تعود في جذورها إلى اللغة السامية الآرامية القديمة وتتضمن لهجات القبائل العربية القادمة من الجزيرة العربية والتي لا تزال شائعة حتى الآن وسميت عامية بسبب استعمالها من قبل عامة الناس، وأصبحت تمثل موروثاً شعبياً تناقلته الأجيال وحفظته لنا كتب السير وحكايات ألف ليلة وليلة بوصفها مصدراً أساسياً لثقافتنا الشعبية إلى جانب ما دخل عليها من التركية والفارسية.

في سوريا ولبنان كانت اللهجة الآرامية هي اللغة السائدة بين السكان قبل الفتح الإسلامي ( الرابع والخامس الميلادي)، ومنذ مطلع القرن الثامن الميلادي تلاشت اللغة الآرامية كلغة الأدب والكتابة وبقي أثرها واضحاً في الألفاظ التي لها علاقة بالفلاحة والزراعة والحراثة والحياة اليومية وفي أسماء القرى والمدن والأماكن التي بقيت على أصلها الآرامي حتى وقت متأخر من القرن العشرين ...

فالعامية لهجات عربية في الأصل والألفاظ العامية سامية الأصل وهي عربية غير واردة في المعاجم العربية وتتضمن العامية مجازات وكنايات كثيرة منها:

استعمال المفعول بمعنى الفاعل كقولهم: قم بلا مطرود أي بلا طارد واعتماد الحذف كقولهم: ليس أي ليس مهماً، ولا فوقو ولا تحتو أي لا غطاء فوقه ولا فراش تحته، واستعمال الاستعارة في الكناية كقولهم: راس الجبل وإجر كرسي وإيد منشحة.

وفي المجاز والحقيقة كما في: غطس بمعنى غاص وبمعنى اختفى، وتسمية التنباك بالنفس والتبغ بالدخان وهي من المجاز المرسل.

ومن التشبيه البليغ تشبيه الفتاة الجميلة بالشمس، والعذبة الحديث بالتي تنقط شهد، والالتحام باللحم والضفر، ومن لا يقدر على الكلام خوفاً كبالع الموس عالحدين، وفلان عقلو دفتر أي ذاكرته قوية،

وصوفتو حمرا أي أنه مشتهر بما يظن به، وفلان يفت برات الصحن أي يخربط بالكلام ويخرج عن الموضوع ...

واللغة المحكية لها باع طويل في التعابير والمجازات مثل: سمك ببحر وتعني الأمر الصعب المنال وصعوبة الإمساك، وشمع الخيط بمعنى هرب بحيلة، وطبخ الطبخة: أي أتم المكيدة سراً لإيقاع شخص ما، وطفح الكيل: أي جاوز حده، وطق حنك: عن الكلام الفارغ الذي لا فائدة منه سوى سماع طقطقة الحنك.

الصفحات