قراءة كتاب لا تقرأوا هذا الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لا تقرأوا هذا الكتاب

لا تقرأوا هذا الكتاب

كتاب " لا تقرأوا هذا الكتاب " ، تأليف عدي حاتم ضاهر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

الحقيقة... والرجلان!!

قال كبير من أُمتنا في ما مضى... إن «الحقيقة تحتاج إلى رجلين» وعندما سأله أحدهُم عن السبب أجاب: «إن الحقيقة المطلقة والوحيدة في هذا الكون وخارج هذا الكون هي وجود «اللَّه عزَّ وجلَّ» ورغم ذلك يوجد من يشكك بها مع الأسف... فما بالكم بالحقائق الدنيوية التي نجهد دائماً نحن البشر في البحث عنها!!؟ هي حقائق جدلية يراها كل طرف أو شخص من وجهة نظره، لذلك وحتى تصبح هذه الحقائق واقعة ومثبّتة فهي تحتاج إلى رجلين أو شخصين: «واحد ينطقُ بها.. وآخر لكي يُثبتها»!

والصعوبة في رأيي تكمن في الجزء الثاني من القول، لا في جزئه الأول، فالإنسان يمكنه أن ينطُق بما يريد سواء عن عدل أو غير عدل.. أم سواء عن ضلالٍ أو صواب، وذلك بالأمر السهل.. غير أن إثبات أي أمر أو نفيه عموماً يحتاج إلى دلائل وإثباتات وحُجج مُقنعة، وهذا منطق الأمور وأضعف الإيمان. فالحقيقة كما نعلم نسبية في أغلب الحالات، «فروما من فوق هي غير روما من تحت» وفقاً للمثل الشائع والمعروف.. وليس هناك منيران واحد للحقيقة لدى كل الناس.. فالحقيقة موسمية حيناً.. ومصلحية حيناً آخر.. وتسووية أحياناً أخرى.. وسويّة ربما.. ولكن في أحيان قليلة..!!

فأمورنا العامة والخاصة لم تعد تخضع في مُجملها للمنطق أو للمعقول خصوصاً في عصرنا الحالي.. فنحن ومع الأسف الشديد نعيش في عالم تسويات، بعيداً جداً عن الحق والحقيقة إلا في ما ندر.. وفي هذه الحال قد تذهب الحقيقة.. ويذهب أهلها... ويذهب الرجلان.. ويغيب المنطق أو يضيع وتسود معه شريعة الغاب التي نعيش في حناياها الآن.

الصفحات