أنت هنا

قراءة كتاب كيف تفكر لتحقيق أهدافك؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كيف تفكر لتحقيق أهدافك؟

كيف تفكر لتحقيق أهدافك؟

الكتاب الذي بين يديك الآن ليس كتاب عادي، بل كتاب مميز يجب أن تعيد قراءته ومراجعته لأنه مرشد عملي مدهش لتحويل الحكمة إلى حياة ناجحة وسعيدة.

تقييمك:
4.77778
Average: 4.8 (9 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
حالة (2): بات المزيف:
 
في الكلية كان بات أحد الشخصيات المريحة التي تنجح في تسلية كل شخص. كانت الزمرة القديمة تعتقد أن بات ماهر بصورة فائقة، وأنه شخصية ذكية وحاذقة، حتى بعد الكلية مارس بات فلسفته نحو الحياة. كان يعتقد أن العالم الخارجي غبي، فكر أن كل ما عليك عمله هو أن تبنى مقاربة مزيفة وحرّك نفسك بخفة للنجاح.
 
لم يفقد بات قدرته على الكلام، وكان يمضي عطلة نهاية الأسبوع متحدثاً عن الصفقات الكبيرة التي أنجزها في السندات والعقارات، والمغامرات التي أجراها وربحها، والإنجازات التي حققها.
 
لقد تحدث بات بكثرة بحيث ظهر عدم المنطق والثبات في أقواله ولم ينجح بات في أي شيء.
 
لقد كانت حالة بات كلها كلام في كلام ولا شيء ملموس أو حقيقي. وصافي ما لديه من الثروة كان لا شيء، وكان رصيده في البنك مغلق من زمن بعيد. لقد دخل بات في طرق وأشياء وخرج منها، ولكنه لم يكن أبداً مرتبطا بأي شيء سيكولوجياً. كان بات من أولئك الذين ينطبق عليهم قول في يوم ما ستأتي سفينتي.
 
لقد كرست جين زوجة بات نفسها محاولة إبقاء بات بوضع حسن، ونظرة ثانية عليها تظهر الضغط الكبير الذي قاسته.
 
كل شيء حول بات يُظهر أن ثقة بات بنفسه - التي كانت دائماً مصطنعة قد زالت. لم يكن عند بات أي هدف ولم يكن بات مرتبط بأي شيء. اليوم بصراحة بات مثقف غبي.
 
المشكلة هي أن بات لم يتعلم للآن الحقيقة. لا يزال بات يشعر أن الواجهة المزيفة هي سر النجاح. لا ينقص بات الذكاء ولديه طموح كاف، لكنه موجه بطريقة خطأ. بات يخاف من نفسه، وأصبح عبداً سيكولوجياً مكرساً إلى يقظة يومية غير متوازنة وغير متناسبة.
 
حالة (3): بل ت. الرجل الذي استسلم تماماً:
 
قبل خمسة عشر عاماً كان بل ت. أحد أكثر الشخصيات الواعدة في صفه الجامعي - ذكي، واعي، ويريد النجاح.
 
لكن بعد خمسة عشر سنة فإن بل ت. قد أقنع نفسه أن الحياة مثل حكم بالسجن - شيء يجب خدمتها. بل سيكولوجياً ميت. الدوافع والحوافز لديه، واجتهاده للهو والإنجاز قد زال. سيكولوجياً بل إنسان آلي يؤدي أعمالاً أقل من قدرته. لقد طوّر نظرة ملتوية عن الحياة.
 
قال للدكتور شوارتز «نحن لدينا اتجاه غبي في الجامعة». «يجب أن لا يتعلم الناس أن يطلبوا أو يتوقعوا السعادة، يجب أن يعلموا هؤلاء الأولاد (هنا أشار بيده إلى مساكن الطلاب في محيط الجامعة) أن هذا العالم قاسي وينبغي أن يتوقعوا أن يحبوه».
 
ثم أكد بل «لنكن صادقين، الحياة صراع - شيء يجب تحمله وليس التمتع به».
 
هنا أضاف بل أقوالاً سلبية، ويبدو أن الشيء الوحيد الذي يتحمس له بل هو الجانب السلبي من لأشياء والحياة. وتكلم عن الجمعيات والنقابات الحديثة وكم هو الخداع الذي قابله في العمل، وعدم الاستقامة في السياسة، وكل شيء آخر غير جيد في المجتمع.
 
ثم فسّر حلّه للأمور: «أخيراً كان لدي منطق الاستسلام. لقد اكتشفت أخيراً كم غبية الفكرة القديمة التي تقول: إذا عملت بجد، سوف تتقدم وتنجح. أخيراً وجدت لنفسي وظيفة في الخدمة المدنية وتوقفت عن محاربة النظام».
 
هذه الوظيفة تدفع لي ما يكفي للعيش بين الطبقة المتوسطة في الضواحي. تعلمت أن أجد الرضا والقناعة في أشياء أخرى. لكن الشيء المهم هو أني لا أتوقع السعادة، لذلك لن أكون خائب الأمل.
 
بكلمة واحدة بل ت. مستسلم، وهو يحاول السير في الحياة متجنباً المادة الحقيقية التي تتكون منها الحياة. إنه «منسحب» من الحياة.
 
جزء من مشكلة بل هي أنه لم يتعلم أبداً أن المشاكل هي أصل روعة ودهشة الحياة. لا يزال بل غير مدرك أن لناس الذين ليس لديهم مشاكل هم فقط الذين انتقلوا إلى العالم الآخر.

الصفحات