أنت هنا

قراءة كتاب مأثورات الثقافة الشعبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مأثورات الثقافة الشعبية

مأثورات الثقافة الشعبية

كتاب " مأثورات الثقافة الشعبية " ، تأليف مصطفى الصوفي ، نقرأ من مقدمة الكتاب :

تقييمك:
1
Average: 1 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 3

وترابية قد تستمر عدة أيام، ينقطع فيها السير على الطرقات ويتوقف النشاط البشري. وعلى نحو عام يتميز مناخ حمص بحدود واضحة بين فصوله الأربعة المتساوية الأوقات المختلفة المعالم، وسمة مناخ حمص الأساسية أنه متناوب الفترات بين الرطوبة، والجفاف على مدار السنة والطقس فيها متقلّب ومتغير على مدار الساعة، وهذا التقلب السريع يجعل النفس في حالة تأزّم وتوتر دائمين، وهذا ما أصاب ياقوت الحموي عندما زار حمص، فأصابته لوثة بعقله مما جعله يصف أهل حمص بالجنون ... ...(انظر الموصلي في ربوع حمص).

وتميزت فصول السنة في محافظة حمص بالصفات التالية:

شتاء ماطر شديد البرودة يترافق غالباً بالصقيع والثلج يقصر نهاره ويطول ليله.

وربيع معتدل ماطر جميل تنبت فيه الخضرة وتتفتح الأزهار وتعتدل الحرارة

والصيف حار جاف ليله قصير مقمر و نهاره طويل مشمس ويعد موسماً لجمع الغلال والمحاصيل والعمل الشاق ...

وفي فصل الخريف يعود الطقس إلى الاعتدال وتبدأ مقدمات الشتاء بالظهور وتسوده الرياح غالباً وتتساقط فيه أوراق الأشجار.

ـ الثلج

وهو ظاهرة نادرة في المدينة وضواحيها قد يسقط الثلج سنوات متتالية ويستمر هطوله عدّة ساعات أو عدّة أيام فيبلغ ارتفاعه بين سنتيمترات قليلة وبين عدة أمتار كما حدث في الثلجة الأربعينية المشهورة التي استمرت أربعين يوماً في بداية القرن العشرين، وبلغ فيها ارتفاع الثلج أسطح البيوت وفتح الناس طرقات وممرات في الجدار الثلجي ليتنقلوا فيما بينهم أو استخدموا أسطح المنازل في التنقل وقضاء حاجاتهم وقد هدمت بيوت كثيرة ومات فيها خلق كثير من البرودة ويعد الثلج خميرة للأرض بعد ذوبانه ويرفد المياه الجوفية ويفيد في قتل الحشرات الضارة للمزروعات ...

ـ الأمطار

وهي عادة أمطار موسمية متذبذبة في معدلاتها بين السنين الرطبة، والسنين الجافة ففي الأعوام الماطرة تتجاوز المعدلات السنوية كثيراً وتمتلئ السدود، وتفيض الأنهار وتتفجر الينابيع في كل مكان، وتنتشر البحيرات والبرك والمستنقعات وتحدث الفيضانات المشهورة التي تدهم مدينة حمص إلى وادي السايح وتغرق البيوت وتخربها وتجرف ما يعترض طريقها قبل أن يتم حفر أقنية درء السيل في أواخر الستينات التي أنقذت حمص من ويلات السيول...

وفي الأعوام الجافة تندر الأمطار فيها وقد تستمر سنوات، فتجف الأنهار والينابيع

والآبار والسدود، ويحل القحط والمحل في ربوع المحافظة فتجوع الناس وتضج بالشكوى والدعاء، وتخرج إلى صلاة الاستسقاء المشهورة ضارعة إلى الله تعالى أن ينجدهم بغيث السماء ...

وتتراوح كميات الأمطار بين منطقة وأخرى وبين سنة وأخرى، فهي نادرة شرقاً متوسطة الكمية في الوسط وغزيرة غرباً ...

وغالباً أمطار الشتاء تكون مترافقة بقصف الرعد المخيف، واللمع والبرق الذي يخطف الأبصار، وقد تسقط الصواعق في بعض المناطق فتحرق وتدمر وتقتل من تصيبه، وقد رويت حكايات كثيرة عن حوادث نزول الصواعق في المنطقة.

ـ الضباب

يهبط الضباب الكثيف عموماً في حمص وخلال معظم فصول العام وخاصة على المرتفعات ليلاً، ويستمر حتى الساعات الأولى من النهار، وقد لا يرى الإنسان يده إذا مدها أمامه فلا يستطيع السير أو التنقل خلال فترة الضباب.

ـ البرد

ويسقط في الربيع غالباً ويكون على شكل زخّات قوية وعنيفة، وحبّات كبيرة وقد يحدث أضراراً شديدة في الممتلكات والمحاصيل والأشجار ...

الصفحات