أنت هنا

قراءة كتاب حقق الخير في ذاتك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حقق الخير في ذاتك

حقق الخير في ذاتك

كتاب "حقق الخير في ذاتك" لمؤلفته شيري أريسون هو امتداد طبيعيّ لكتابها الرائج على الصعيد العالميّ تصف شيري من خلاله تجاربها الاستثنائيّة وكيفيّة دمج قوّة عمل الخير في كلّ مفاهيم حياتها وعملها.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: شيري أريسون
الصفحة رقم: 2
التقيت في هذه الفترة بزوجي الثاني وارتبطت به، وانتقلنا في صيف 1991 مع أولادي الثلاثة إلى إسرائيل حيث وُلِدَ ابني الرابع. استغرق التكيف مع العقلية الجديدة هذه المرّة أيضًا وقتا طويلا، وفهمت أن هناك فارقًا كبيرًا بين طفولتي في بلاد أجنبية ومحاولاتي للتكيّف كامرأة وأمّ مع نهج حياة وأنماط تفكير مختلفة للغاية. رغم الصعوبات التي كنت أواجهها أقمت صندوقا خيريّا ومن ثمّ مصلحة تجاريّة جديدة أيضًا، كما جدّدت العلاقة مع أبناء عائلتي وأصدقائي القدامى، وتعرفت على أصدقاء جدد... وكنت سعيدة وواصلت حياتي. 
 
لكن، كنت ما زلت مضطرة لمواجهة صدمة ثقافية هائلة، فحتى الأمور اليوميّة التي تبدو لنا شأنًا كبيرًا – الاتصال بين الأفراد وطريقة إدارة المفاوضات، الأداء الاقتصاديّ والثقافيّ – كانت مغايرة تمامًا عن الحياة في ميامي، ناهيك عن التمييز ضدّي كامرأة وهو تمييز عانيت منه طوال سنوات عندما حاولت تحقيق النجاح في بيئة يهيمن عليها الرجال. 
 
واجهت خلال السنوات القادمة طلاقًا آخر، زواجًا إضافيًّا وطلاقًا ثالثًا وفي المقابل وبدون توقف، حاولت أن أفهم نفسي وحياتي. تعمّقت بطرق كثيرة، شاركت في حلقات ودروس كثيرة وتعلمت نظريات روحية وطرقا كثيرة وقرأت مختلف أنواع كتب «العصر الجديد». تعلمت ونَمَوْتُ، تعلمت ونَمَوْتُ... 
 
كان هناك درس ساطع كالشمس: حياتنا جميعًا زاخرة باختبارات وتحدّيات. والسؤال هو كيف نواجهُها وماذا نستخلص منها؟
 
في أي حال من الأحوال، شعرت دومًا بأنّني أتعلم دروس الحياة بأقسى الطرق وبمعاناة عاطفيّة شديدة، حتّى قبل عدّة سنوات، حيث فهمت ما يجري على حين غرّة، وكأنّ مصباحًا اشتعل فجأة ونثر نورًا كبيرًا، إذ بات كلّ شيء بالنسبة لي واضحًا. أريد أن أعمل الخير، أريد التفكير بطريقة إيجابيّة وأن أحسّ بشعور طيب. 
 
استنتجت ذلك عندما كنت مريضة ومنهكة بدنيًّا، شعوريًّا وروحيًّا بسبب حياة مليئة بالصراعات. فقد كنت مضطرة دومًا لخوض صراعات لتحقيق ما أردت، سواء كان ذلك للحصول على اهتمام والدي في طفولتي، أو في تحقيق أحلامي وغاياتي الكثيرة – مثل إقامة مستشفى من الطراز الأوّل في تل ابيب. لقد بذلت جهودا كبيرة من أجل تحقيق حلمي بأن أمكـّن الناس من الحصول على ظروف ومعاملة أفضل.
 
لقد كافحت من أجل تأسيس جمعيّة United Way الإسرائيلية، التي ساهمت في خلق ثقافة العطاء، والتي ما زالت مزدهرة في هذه الأيام. في كلٍّ من مصالحي التجاريّة ومنظماتي الخيريّة ناضلت لتحقيق أحلامي التي تتمثل بأفكار كالحريّة الاقتصاديّة في مصرفي، ناضلت لتطبيق أساليب بناء مستديمة في شركتي الخاصّة بالبنى التحتيّة والعقارات، كما أقمت شركة مياه من منطلق حلم الوفرة الذي لم يفهمه أحد في البداية.
 
وكان لا بدّ النضال بنفس الطريقة عندما رغبت في تأسيس منظمات مثل جمعيّة «جوهر الحياة»، التي تعتمد على الإيمان بأنّه لا يمكن تحقيق السلام العالميّ إلا إذا حققنا السلام الداخليّ - كلّ إنسان مع نفسه ومحيطه. 
 
كان الحلم تلو الحلم منوطًا بعمليّة تجنيد أشخاص مناسبين لتكوين طواقم تزرع القيم وتحدّد أهدافًا سبقت عصرها، مع الإشارة إلى أنّه تجرى اليوم في ثلاث جامعات أبحاث وبرامج تعليمية مشابهة لنموذجي، لغرض إقامة مصالح تجاريّة على أسس قيميّة. 
 
وكانت جميع هذه الأمور مبعثا للاكتفاء على المستويين الشخصيّ والمهنيّ، وكان من المفروض أن أكون في حالة من النشوة. لكنّني شعرت، قبل عدّة سنوات، بأنّني أكاد أنهار على كافّة المستويات – بدنيًّا، عاطفيّا وروحانيّا، وأنّني أضرب رأسي بالحائط منذ سنوات ليفهمني الآخرون، فتمكّنت من إزاحة بعض الجدران من مكانها وتحطيم بعض أسقف الزجاج، غير أنّني بدأت أشعر بأنّني مرهقة، منهكة ومريضة. 
 
فهمت، حين أُوقِدَ الضوء، بأنّه لا داعي لأقنع أحدًا وخاصّة الذين يختارون عدم الرؤية أو الذين يرفضون التغيير لأي سبب من الأسباب. إذا كنت أبغي تحويل العالم إلى مكان أفضل نعيش فيه، فيتوجّب فعل ذلك بتعزيز الخير الكامن داخلي والموجود من حولي، سويًّا مع أشخاص يشاركونني هذا الحلم. 
 
لقد تنهّدت الصعداء عندما أدركت أنني استطيع التوقّف عن خوض الصراعات! وصرت اليوم منهمكة في عمل الخير وفي التعاون مع أشخاص يتطلعون إلى تحقيق غاية الحصول على عالم أفضل. هل تريدون عالمًا أفضل؟ 
 
إنّني أرى عالمًا أفضل في حلمي، أرى عالمًا وادعًا وسعيدًا. لست ساذجة أو عمياء. لقد انجرحت، واجهت اختبارات وتحدّيات ورغم ذلك فإنّني أومن بأنّ حال الأمور يمكن أن تكون مغايرة.
 
لقد تعلمت من تجارب الماضي وما زلت أتعلّم كلّ يوم. لكنّني أومن اليوم بأنّنا نستطيع تعلّم هذه الدروس في الحياة بدون معاناة. أومن أنّنا نستطيع خلق البيئة الصحيّة والإيجابيّة التي نتطلّع إليها من أجل أنفسنا، من أجل أولادنا ومن أجل الكرة الأرضيّة.
 
إنني أحاول تجسيد هذا الحلم في كلّ أمر أقوم به، بشكل شخصيّ وفي مجموعتي التجاريّة والخيريّة. لقد ربطت بين حلمي ورغبتي الشديدة وإيماني بقوّة عمل الخير، وبادرت في البلاد عام 2007 إلى تنظيم «يوم الأعمال الخيريّة» الذي بدأ بفكرة بسيطة: يقوم كلّ إنسان، خلال يوم ما، بعمل خيريّ من أجل إنسان آخر أو من أجل العالم. وكنّا قد بدأنا ببضعة آلاف الأشخاص، من بينهم أفراد أسرتي وعمّالي، وبدأ النشاط يتّسع سنويًّا إلى أن أصبح عابرًا للحدود وتحوّل إلى يوم دوليّ لعمل الخير. 
 
أسافر سنويًّا في «يوم الأعمال الخيريّة» من مكان إلى آخر للقيام بعملي الخيريّ، وما أجمل مشاهدة الأعمال الخيريّة – أعمال شخصيّة وجماعيّة على حدّ سواء – وهي تتعاظم وتكثر، ففي كلّ مرّة أنفعل إلى حدّ كبير ويمتلئ قلبي بالخير الذي تراه عيناي. وأسأل نفسي: ألن يكون رائعًا أن تكون كلّ الأيام كهذا اليوم؟ ذلك ممكن. أومن أنّه ممكن فعلا. 
 
لكلّ واحد منّا دوره في تحقيق الحلم. هذا هو السبب الذي يجعلنا في مجموعة أريسون نواصل توسيع جهودنا سنويًّا لخلق وعي لدى مزيد من الأشخاص حيال قوّة عمل الخير. نريد أن نشجع كلّ رجل، امرأة وطفل على التعبير عن الخير الكامن فيهم ليس فقط في هذا اليوم الخاص، وإنّما في كلّ يوم... في كلّ لحظة من حياتهم. 
 
هذا الكتاب هو طريقي لشرح كيفيّة عمل الخير، كيف يمكنكم فعل هذا من أجل أنفسكم وممارسة الخير الكامن فيكم. يتوجّب عليكم، في البداية، أن تحبّوا أنفسكم وتحترموها، وعندها سوف تعمل هذه الطاقة الإيجابيّة حلقات تصل إلى كلّ العالم، وتغيّر كلّ ما تصادفه في طريقها. 

الصفحات