أنت هنا

قراءة كتاب حقق الخير في ذاتك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حقق الخير في ذاتك

حقق الخير في ذاتك

كتاب "حقق الخير في ذاتك" لمؤلفته شيري أريسون هو امتداد طبيعيّ لكتابها الرائج على الصعيد العالميّ تصف شيري من خلاله تجاربها الاستثنائيّة وكيفيّة دمج قوّة عمل الخير في كلّ مفاهيم حياتها وعملها.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: شيري أريسون
الصفحة رقم: 6
 اعملوا الخير من أجل أنفسكم
 
عندما يشرح مضيفو الرحلات الجويّة تعليمات الطوارئ فإنّهم يطلبون من الأهالي أن يضعوا قناع الأكسجين لأنفسهم قبل أولادهم أو أيّ إنسان محتاج آخر. في البداية، بدا ذلك غير منطقي، لأنّ ردّ الفعل الطبيعيّ لجميع الأهالي هو أن يقدّموا مساعدة فوريّة لأولادهم. لكن، إذا لم تهتمّوا بأنفسكم أولا، فلن تستطيعوا الاهتمام بأيّ شخص آخر. يجب أن تساعدوا أنفسكم أوّلا، وإلا فلن تستطيعوا أن تفيدوا أيّ شخص آخر. 
 
ربّما يبدو الأمر بسيطًا، لكن ليس بسيطًا بالمرّة أن تكونوا جيّدين تجاه أنفسكم يوميًّا، أن تتعاملوا مع أنفسكم بحبّ ورأفة دائمًا. هناك أسباب كثيرة تجعل أشخاصًا لا يحبّون أنفسهم ويواصلون إعطاء أفضليّة لاحتياجات الآخرين أو رغباتهم، حتّى إلى درجة الإضرار بصحّتهم ورفاهيّتهم.
 
من المحتمل أن تكونوا أنتم أيضًا «أرواحًا طيّبة». ربّما أنتم أيضًا، ككثيرين، علّمكم أهاليكم بأنّ عليكم أن تعطوا دومًا للآخرين قبل أن تعطوا أنفسكم وأنّ العطاء لأنفسكم هو أنانيّة. هناك ديانات كثيرة تتحدّث عن تقديم الخدمة للغير والعطاء للمحتاجين. لكنّني أومن بأنّكم إذا لم تهتمّوا بأنفسكم أوّلا فلن يبقى لديكم ما تقدّمون للآخرين!
 
 عمل الخير من أجل أنفسكم يبدأ بحبّكم لها، ومعنى ذلك أن تتقبّلوا أنفسكم وتحبّوها في كلّ لحظة. لكي تفعلوا ذلك، يتوجّب عليكم بداية أن تعرفوا أنفسكم جيّدًا. ربّما تقولون لأنفسكم: «إنّني أعرف نفسي!» لكن، هل هذا صحيح؟ هل تعرفون ما تريدون حقًّا؟ هل تعرفون ما يمنحكم شعورًا طيّبًا؟ هل تعرفون كيف تصغون لأنفسكم، لأجسامكم ولأرواحكم؟ هل تتعاملون مع أجسادكم كمعبد مقدّس؟ هل تزوّدونها بالغذاء الذي تستحقّه وتعطونها قسطًا كافيًا من الراحة؟ هل تعيشون في سعادة، عافية وطمأنينة حقًّا؟
 
هناك قلائل قد توصّلوا إلى توازن مطلق، حيث إنّ حياتنا زاخرة بأحداث ومحفّزات. علينا جميعًا أن نتعاطى طوال الوقت مع تحدّيات تواجهنا، لكن هل نعالج حياتنا اليوميّة بصورة إيجابيّة وصحيّة؟ يبذل كثيرون منّا جهودًا جمّة، ولا يرتاحون إلا قليلا، ولا نمارس الرياضة بصورة كافية، ونبالغ في الشراء ونجلس ساعات طويلة قبالة الحاسوب. وهناك من يسرفون إلى درجة حادّة فيبالغون في التدخين، الشراب والطعام، وهناك من يتعاطى المخدّرات حتى. كلّ عمل نبالغ فيه يضعضع توازننا ويحول دون تحقيقنا للرضا والسعادة. 
 
مثل أشخاص كثيرين، واجهت صعوبة في المحافظة على وزني خلال فترات مختلفة من حياتي – أسرفت في الطعام، لم أمارس الرياضة بشكل كافٍ وكان صعبًا أن أعيد نفسي إلى سابق عهدها. لذا فإنني أعرف أنّه ليس من السهل التغلّب على هذه الأمور وإيجاد التوازن، لكن ذلك ممكن. 
 
لا أحد يريد أن يعاني من سمنة زائدة، العمل أكثر من اللازم أو الإدمان على المخدرات. لا أحد يريد أن يكون تعيسًا أو متوترًا. إن هذه الأمور مؤشرات لأمر أعمق يحدث في صميمنا. لقد وضعنا نحن البشر على أنفسنا طبقات كثيرة من حزن، مخاوف، مشاعر إحباط وغضب، لكنّنا نجد تحت كلّ هذه الطبقات جوهرنا الأصيل، الإنسان الذي يستحقّ الحبّ والتقبّل. جوهرنا أشبه بلؤلؤة غير أنّ طبقات الغبار والطاقة السلبيّة تخفي جوهرنا الحقيقيّ.

الصفحات