أنت هنا

قراءة كتاب الأمواج

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمواج

الأمواج

رواية الأمواج التي نقدمها بالعربية الآن للقراء كانت قد صدرت في عام 1931 فاعتبرها النقاد تحدياً للقراء لأنها كلها مكتوبة بلغة شاعرية مرهفة، حتى أن بعض هؤلاء النقاد قال إن الرواية بأسرها هي بمثابة قصيدة شعرية طويلة· كانت فرجينيا وولف تصاب بالجنون بين فترة وأخ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
قالت جيني كنت أركض بعد الإفطار، رأيت أوراقاً تتحرك في فجوة في الوشيع، وخطر لي: هذا طير في عشه· مضيت ونظرت؛ ولكن ما من طير في عش· والأوراق تتحرك· ارتعبتُ· ركضتُ مارةً بسوزان، مارةً برودا، وكان نيفيل وبرنارد في سقيفة الأدوات يتكلمان· بكيت وأنا أركض، أسرع فأسرع· ما الذي حرّك الأوراق؟ ما الذي يحرك قلبي، وساقي؟ وهرعت إلى هنا، فرأيتك أخضر كالأكمة· كأنك غصن، في سكون مطبق، لويس، وعيناك جامدتان· خطر لي: هل هو ميت؟ فقبلتك، وقلبي يخفق تحت ردائي الوردي كأوراق الشجر، أوراق ظلت تتحرك، وإن لم يكن هناك ما يحركها· الآن أشم رائحة الجيرانيوم، أشم أديم الأرض، أرقص، أترجرج، وقد أُلقيت عليك كشِباكٍ من نور، إني أستلقي مرتجفة وقد رُميت فوقك
 
قالت سوزان من خلال الشق في الوشيع رأيتها تقبله· رفعت راسي من أصيص الرياحين ونظرت من خلال شق في الوشيع· رأيتها تقبله· رأيتهما، جيني ولويس، يتعانقان· الآن سأضع غرامي في منديلي أغلفه به· ولسوف يشد شداً حتى يتكور· سأذهب إلى غابة الزان وحدي، قبل الدروس· لن أجلس أجمع وأطرح الأرقام· لن أجلس إلى جانب جيني وإلى جانب لويس· سآخذ لوعتي وأضعها فوق الجذور تحت أشجار الزان· سأتفحصها وأتناولها بين أناملي· لن يعثروا عليّ· سآكل الجوز وأبحث عن البيض بين العلّيق وسيكون شعري كامداً لا يلمع وسوف أنام تحت الوشيع وأشرب الماء من الأحافير وأموت هناك
 
قال برنارد سوزان مرّت بنا· مرّت بباب سقيفة الأدوات ومنديلها مكور· لم تكن تبكي، لكن عينيها، وهما جميلتان جداً، كانتا مُزوّرتين كعيون القطط قبل القفز· سأتبعها، يا نيفيل، سأذهب وراءها بلطف، لأكون حاضراً، مع فضولي كي أدخل الراحة إلى قلبها عندما تتفجر غضباً وتقول في نفسها: أنا وحيدة·
 
إنها الآن تمشي عبر الحقل وهي تهتز، وتظهر الهدوء واللامبالاة، لتخدعنا، ثم وصلت إلى المنخفض؛ وهي تظن أنها لا تُرى؛ بدأت تركض وكفّاها مقبوضان حتى تفتح ذراعيها أمامها ما أن تصل إلى الغابة وتتجه إلى الظل كأنها من السابحين· لكنها تعشو بعد الضياء فتعثر وتلقي بنفسها على الجذور تحت الأشجار، حيث يبدو الضياء وكأنه يلهث· الأغصان في جَيشان· ثمة إهاجة هنا واضطراب، ثمة اكتئاب، الضياء متشنج، ثمة عذاب هنا، الجذور تكوّن هيكلاً عظمياً على الأرض، والأوراق الميتة متراكمة في الزوايا· سوزان نشرت لوعتها، منديلها فوق جذور الزان، وسوزان تبكي، وهي محنيّة حيث سقطت 

الصفحات