أنت هنا

قراءة كتاب الإدارة الالكترونية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإدارة الالكترونية

الإدارة الالكترونية

كتاب " الإدارة الالكترونية  " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 2

1- الجذور التاريخية لعلم الإدارة (فترة ما قبل التاريخالعلمي للإدارة)

ترجع الكثير من المفاهيم والأسس المرتبطة بموضوع الإدارة إلي جذور تاريخية في الإدارات القديمة، فقد عرفت هذه الإدارات_ التي سادت الحياة القديمة_ الكثير من المبادئ الإدارية؛ فالإدارة المصرية القديمة والتي تعود في تاريخها إلي القرن الثالث عشر قبل الميلاد أدركت أهمية الإدارة والتنظيم في ظل الدولة البيروقراطية التي عرفها لمصريون القدماء، كما أدركوا أهمية القيادة الإدارية، فعملت الدولة على إعداد موظفيها، واهتمت بتنمية قدراتهم لتمكنهم من القيام بدورهم الإداري، كما طبقت نظاماً للحوافز المادية والمعنوية لتشجيع العمل الإداري.

ويدل تاريخ الصين القديمة _ في ظل الحضارة الصينية _ على أن الإدارة كانت على أعلى مستوى من التنظيم، ونظراً لكثرة المهام الملقاة على عاتق الموظفين، فقد عرفت الصين القديمة امتحان من يشغلون المناصب الإدارية القيادية، وكان ذلك يتم مرة كل ثلاث سنوات، ويحدد في ضوء هذا الامتحان، إما البقاء في المناصب الإدارية والقيادية، أو العزل منها، ونصح فلاسفة الصين القديمة الإداريين والقادة بإتباع الأساليب الإدارية والقيادية القائمة على الحكمة والقدوة الحسنة، والإدراك الواعي للبيئة الاجتماعية، وحذروهم من استخدام العقاب كوسيلة لطاعة المرؤوسين.

وقد أسهمت بلاد اليونان بدور بارز في الفكر الإداري بصفة عامة والقيادة بصفة خاصة _ وساعد على ذلك قيام المجتمع اليوناني القديم على التقسيمات الإدارية (المدينة الدولة) _ ولذا ظهر فيها طابع إداري يقوم على ديمقراطية الإدارة في المدن ذات الطابع الديمقراطي مثل أثينا والتي ظهر فيها فلاسفة اليونان القدماء، وطابع إداري آخر يقوم على ديكتاتورية الإدارة في المدن ذات الطابع العسكري مثل اسبرطة.

وفي الدولة الرومانية القديمة ظهر نظام إداري ضخم يقوم على إدارة الإمبراطورية الرومانية القديمة، وكان من إنجازات هذا الجهاز الإداري إنشاء أضخم شبكة طرق في ذلك الوقت لربط روما بالعديد من الولايات التابعة لها، إلا أنهم اشتهروا بالفصل بين الوظائف الإدارية المدنية والعسكرية، كما عرفوا الرقابة الإدارية، وكذلك الإدارة المحلية ذات التسلسل الوظيفي، ورغم كل هذا اشتهر الرومان القدماء بتركيز السلطة، واحتكار المناصب القيادية للطبقة الأرستقراطية، وهذه الطبقة لم تكن تملك من المؤهلات سوى الثروة والأصل النبيل، وظل هذا طوال فترة الجمهورية فيما بين (500 ق.م – ق14م)، أما في عهد الإمبراطورية الرومانية وحتى سقوطها في الغرب، فقد شهدت الدولة الرومانية القديمة مبتكرات إدارية وقيادية، لعل من أهمها اختيار الرؤساء والإداريين والقادة على أساس القدرات الذهنية والعلمية.

ويمكن القول أن الغرب المسيحي _ في العصور الوسطي وفي العصر الإقطاعي _ لم يقدم تنظيماً إدارياً حكومياً، حيث كانت السلطة والقيادة في هذا العصر _ اللامركزي _ في يد الإقطاعيين الذين أطلقت أيديهم في إدارة كافة الشئون، وفي جميع النواحي، حتى شملت _ أيضا _ الفصل في القضايا بواسطة محكمة يشكلها الإقطاعي برئاسته، ولذا لم تقدم هذه الفترة للتراث الإنساني أفكاراً هامة في مجال الإدارة .

وقد هدف التنظيم الإداري في الإسلام إلي تحقيق هدف شرعي عرف في الفقه الإسلامي بالمصالح المرسلة؛ وهي بمعنى تحقيق كل مصلحة تتمشى مع مقاصد التشريع الإسلامي في جلب المنافع، ودفع المضار، حتى ولو لم يكن هناك حكم شرعي، أو دليل شرعي على اعتبارها أو إلغائها.

كما أكد الإسلام على العديد من مبادئ السلوك الإداري من أهمها: المشورة، الحزم المسئولية، ارتباط السلطة بالمسئولية، الوسطية، بالإضافة إلي التأكيد على العلاقات الإنسانية، كما اشترطت الشريعة الإسلامية في الإداريين والقادة: القوة، الأمانة، التقوى، العدل، القدوة، الحسنة، الشورى، الرفق والرحمة بالرعية، التعاون، الصدق، الحكم، التواضع، الشكر، حفظ اللسان، الجود والكرم.

وفي ظل ما سمي بعصر التجارة _ من منتصف القرن السادس عشر وحتى الربع الأخير من القرن الثامن عشر _ شهدت أوروبا في تلك الفترة حركة تطوير للاقتصاد القومي للدول باعتباره وسيلة لتقوية وتعزيز وحدة الدولة، وقد حدث هذا على اثر تفسخ النظم الإقطاعية، وعمدت حركة تطوير الاقتصاد القومي إلي تشجيع التجارة، وتحرير الصناعة، وتطوير الزراعة، وتطلب كل ذلك تنظيماً متكاملاً للاقتصاد القومي، واهتماماً متزايداً بتنظيم الإدارات الحكومية، ورفع مستوى إداراتها، وأطلق على الأسلوب الإداري الذي انتهجته الحكومات الأوربية بأسلوب الإدارة الأبوية، نظراً لقيام الملوك والحكام الأوربيين بتطوير اقتصاد دولهم وحكوماتهم لتعزيز وحدتها، وإعداد ها للحروب والاستعمار.

الصفحات