أنت هنا

قراءة كتاب الإدارة الالكترونية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإدارة الالكترونية

الإدارة الالكترونية

كتاب " الإدارة الالكترونية  " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 4

ب_المرحلة الثانية (الحقبة الإنسانية في الإدارة )(1930_1950م) :

اتجه الفكر الإداري في هذه المرحلة(الحقبة الإنسانية في الإدارة ) _ قبل وخلال الحرب العالمية الثانية _ إلي إيجاد الوسائل المحققة لإدارة المؤسسات والشركات والمصانع الكبيرة، كما اتجه الفكر الإداري - أيضا - إلي محاولة الفصل بين ملكية المؤسسات وإداراتها، وظهر خلال هذه المرحلة التوسع المطرد في البيروقراطية، ودراسة الإدارة للأجهزة الحكومية ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتحقيق الرضا والرفاهية للمجتمعات.

وتعتبر الدراسة التي تمت بإشراف التون مايو(Elton- Mayo) أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد والمعروفة باسم دراسة هوثورن والتي تمت في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية هي البداية الحقيقية لمدرسة العلاقات الإنسانية في الإدارة خلال القرن العشرين.

ولقد أظهرت دراسة مايوMayo) (Elton إن هناك ترابطا بين السلوك والعواطف، وأن للجماعة أثرا على سلوك الفرد، وأن لمعايير الجماعة أثراً كبيراً في وضع أسس مخرجات المستخدم الفرد، كما أظهرت أن متغير الأجر يعتبر متغيرا ثانوياً بالنسبة لمخرجات الفرد إذا ما تمت مقارنة هذا المتغير بأثر معايير الجماعة، وعواطفها وإحساسها بالأمن، ولذا ظهرت في المجال الإداري مجموعة من المفاهيم والمصطلحات مثل الروح المعنوية، وديناميات الجماعية، والعلاقات الشخصية، والإشراف الديمقراطي، وجملة القول، فإن العلاقات الإنسانية في الإدارة قد أدت إلي :

_ إثبات أن السلوك الإنساني موضوع متشابك ومعقد، وهذا التعقيد يزداد عند عمل الفرد في مجموعات صغيرة تحت ظروف تنظيمية مختلفة.

_ زيادة فهم الباحثين للسلوك الإنساني، وأكدت أهمية الظروف الاجتماعية والنفسية في زيادة إنتاج العاملين.

_ توضيح أثر الجو الإشرافي Supervisory Climate على سلوك مجموعات العمل، فقد وجد أن هذا الجو الإشرافي يؤثر على البعض بطريقة سلبية وعلى الآخر بطريقة ايجابية لتحقيق الأهداف.

_ ظهور التصميم غير الرسمي في الوحدات الإدارية أو الإنتاجية وقد يكون لذلك التنظيم أثر بالغ على التنظيم الرسمي.

_ إثبات أن القواعد الإدارية نسبيه التطبيق، فما ينطبق على مجموعة قد لا ينطق على مجموعة أخرى.

ويحمد لفلاسفة هذه المرحلة - أيضا - أنهم دعوا إلي اعتراف الإدارة بالجماعات والأفراد داخل المؤسسات، ودعوا - أيضا - إلي ضرورة الاهتمام بأهداف وتطلعات الأفراد والجماعات التي قد تختلف عن أهداف المؤسسات، وقد تتعارض معها، و- أيضا - دعوتهم إلي تحسين أساليب القيادة لدى المشرفين، ومراقبتهم للعاملين وتعاطفهم معهم، ومناقشة مشكلاتهم الاجتماعية والأسرية، وأن يشعروهم بالاهتمام كشركاء في العمل لا كإجراء .

كما قدم ماكجروجر McGregor نظرية ( × ) ونظرية (Y) المتعلقة بالطبيعة الإنسانية، وهي ما يطلق عليها النظرة التشاؤمية ( × ) والنظرة التفاؤلية (Y) وهي التي اعتقد ماكجروجر McGregorأنها الأجدى والأفضل، وأنها هي التي تصور حركة العلاقات الإنسانية .

وترى النظرية التشاؤمية ( × ) أن الإنسان كسول بطبعه، يكره العمل، ولا يريد أن يتحمل المسئولية ويسعى دائما لمن يتولى قيادته، وان العقاب دافع للعمل بالخوف، وأن العاملين بحاجة إلي الرقابة الشديدة، وأن الأجور من المزايا الشديدة والحافز للعمل، وأخيرا ترى هذه النظرية التشاؤمية أن التنظيم الرسمي يقدم فرصا محدودة لإشباع حاجات العاملين.

وفي مقابل هذه النظرة التشاؤمية ترى نظرية (Y) التفاؤلية حب الإنسان للعمل وسعيه لتحمل المسئولية، وأن يسعى ويطلب الحرية في العمل والتحرر من القيود، ويفضل أن يكون تابعا لا متبوعا، ولديه الرغبة في زيادة أجره، وأن هذه الزيادة دافع ايجابي لزيادة الإنتاج، وكذلك ترى النظرية عدم جدوى الرقابة، وأن يكتفي بتحديد الأهداف لاختيار أفضل الطرق لتحقيقها، وأسهمت هذه النظرية بشكل كبير في توجيه أساليب الإدارة نحو العلاقات الإنسانية.

وتركت هذه المرحلة آثارا هامة في التوجه نحو الاهتمام بالمتغير الإنساني، وأهمية أخذه بعين الاعتبار كمتغير مهم في العملية الإدارية، وهذا بدلاً من اعتبار الإنسان أداه منفذه لما هو محدد ومرسوم، وبالتالي ظهرت الدراسات التي طالبت بالأخذ بعين الاعتبار العوامل النفسية والاجتماعية، والروح المعنوية، كمتغير يؤثر بشكل كبير على نوعية المخرجات، بالإضافة إلي التأكيد على التشاركية وروح الفريق في العمل.

ووجد رجال الإدارة في هذه الحقبة من تاريخ الفكر الإداري بعض القصور الذي تمحور حول النقاط الآتية:

_ المغالاة في الاهتمام بالعاملين على حساب العمل وبشكل يؤدي إلي الانتقاص من هدف الإدارة الأساسي وهو إنجاز العمل.

_ المغالاة في تبسيط الأمور وتحميل العلاقات الإنسانية في المؤسسات أكبر مما ينبغي لتحفيز العاملين.

_ الاعتقاد بأن هذه الحقبة لا تجمع منهجا متكاملا في تحسين الإدارة والسير بها نحو الكمال المنشود وذلك بتركيزها على بعد واحد وهو العلاقات الإنسانية.

الصفحات