أنت هنا

قراءة كتاب الإدارة الالكترونية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإدارة الالكترونية

الإدارة الالكترونية

كتاب " الإدارة الالكترونية  " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 8

أولا - ماهية الإدارة العامة ومجالاتها

المستقرئ لتطور الفكر الإداري يجد أن هناك فرضيتين أساسيتين ارتبطاًَ بالإدارة : أولاهما أن الإدارة نشاط هادف مارسه الإنسان منذ قديم الزمان، وثانيتهما أن الإدارة ارتبطت بالجماعة، وأن نجاح أي نشاط جماعي (اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي ) يتوقف إلي حد كبير على درجة كفاءة الإدارة ، وكلما كانت الإدارة على درجة عالية من الكفاءة، كانت درجة نجاح النشاط كبيرة.

ولهذا يجمع رجال الفكر الإداري على أن الإدارة عملية بسيطة أو مركبة توجد في الحياة اليومية، وتتسع لتشمل جميع مناشط الحياة، كما أنها ليست وليدة العصور الحديثة، بل تمتد جذورها إلي تطور الحياة الإنسانية منذ أقدم العصور، وهي -أيضا - عملية ليست اختيارية، بل هي عملية حتمية إذا أردنا أن ننجز العمل بصورة جيدة.

كما يجمع رجال الفكر الإداري على أن الإدارة حظيت باهتمامات كبيرة بين مختلف العلوم الاجتماعية والإنسانية، وساعد على هذا توافر مجموعة من العوامل، لعل من أهمها:

_ ظهور المؤسسات الصناعية والتجارية الكبيرة وازدياد حاجتها إلي نشاطات إدارية مختلفة وإلي التخطيط للعمل الإداري، وتوزيع المسئوليات، والتنسيق والرقابة، بصورة أكبر من المؤسسات التي يعمل بها أعداد قليلة من العمال.

_ النجاحات التي تحققت في المجال العسكري في الحروب المختلفة والتي لعب علم الإدارة دوراً كبيراً في تحقيقها.

_ نشأة النقابات المختلفة واهتمامها بالأعمال الإدارية بصفة عامة، والعلاقات الإنسانية وظروف العمال في العمل بصفة خاصة.

_ لجوء الدول الرأسمالية إلي ملكية الكثير من المرافق، ودراستها للأصول الإدارية، وإعداد الإداريين لتولي مسئولية تيسير هذه المرافق.

_ التقدم الذي شهدته العلوم الإنسانية والاجتماعية وانعكاس هذا التقدم على مجال علم الإدارة وتطبيقاته.

وقبل التعرض لرصد ماهية الإدارة، ينبغي التعرض لبعض المصطلحات التي تتصل بشكل أو بآخر بموضوع الدراسات الإنسانية والاجتماعية بصفة عامة، وموضوع دراستنا الحالية بصفة خاصة، ولعل من أهم هذه المصطلحات: المفهوم، المعنى، التعريف، الماهية، وذلك لكثرة استخدامها في مؤلفات الدراسات الإنسانية والاجتماعية، وبخاصة في المؤلفات التربوية، ويمكن إبراز كل منها على النحو التالي:

_ المفهوم : ويقصد به حاصل ما يدركه المتلقي، أو ما يستحضر من صورة ذهنية في ذهن المتلقي عند استقبال مثير ما.

_ المعنى: ويقصد به الصورة الذهنية التي يوضع الاسم بإزائها ليقترن بها ويعبر عنها.

_ التعريف : ويقصد به ذكر شيء تستلزم معرفته شيء آخر.

_ الماهية : ويقصد بها الشيء الذي لا وجود له إلا في عقل المعتبر ما دام معتبراً، أوهي ما يجاب به عن السؤال ما هو أو ما هي؟ أو التي يجاب بها عن السؤال كم؟.

ولذا يجب الإشارة أنه من الأفضل في العلوم الاجتماعية والإنسانية استخدام الماهية والمفهوم لارتباط مصطلح التعريف بالعلوم الطبيعية، وذلك حتى نتلافى ما نراه دائماً في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية بصفة عامة، والتربية بصفة خاصة، من استخدام البعض لكلمة التعريف، واستخدام البعض الآخر لكلمة المفهوم، لتحديد المصطلحات الاجتماعية والإنسانية بصفة عامة، والتربوية بصفة خاصة ( تعريف الإدارة ، مفهوم الإدارة ) ولعل ذلك يرجع إلي تباين الخلفيات العلمية للمؤلفين،واختلاف وجهة نظرهم عند دراسة ظاهرة ما، أو عند تحديد طبيعتها أو عملها أو وظيفتها أو مهامها أو المجالات التي ترتبط بها.

وفي مجال الإدارة فإنه علي الرغم من هذا البعد الزماني _ كما سبق أن أوضحنا، وعلي الرغم هذا الاتساع والشمول للعملية الإدارية_ إلا أنه لا يوجد مفهوم محدد للإدارة يجمع عليه رجال الفكر الإداري.

ويعود تعدد المفاهيم التي يستعمل فيها مصطلح الإدارة إلي عدم وجود نظرية شاملة وعامة أو متفق عليها للإدارة لعدة أسباب منها.:

_ أنها علم اجتماعي يتعامل مع العنصر البشري الذي يصعب التنبؤ بسلوكه.

_ أنها علم تطبيقي أكثر منه علم نظري.

_ أنها علم يعتمد في مفاهيمه على الكثير من العلوم الأخرى كعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم الرياضية.

_ أنها علم يعتمد على الظروف المحيطة والموقف السائد.

الصفحات