أنت هنا

قراءة كتاب الإدارة الالكترونية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإدارة الالكترونية

الإدارة الالكترونية

كتاب " الإدارة الالكترونية  " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 5

ج_المرحلة الثالثة:(الحقبة السلوكية النظمية في الإدارة) (1950_11980م):

انطلقت هذه الحقبة في تاريخ الفكر الإداري من النقد الموجه للمرحلة العلمية في الإدارة بإهمالها وتجاهلها للعلاقات الاجتماعية، ومن النقد الموجه - أيضا - للمرحلة الإنسانية في الفكر الإداري، وتجاهلها للناحية الرسمية في العمل، كما تأثرت هذه الحقبة بنظرية النظم العامة General System Theory والتي اعتبرت أن أية مؤسسة مهما كانت صغيرة أو كبيرة ترتبط بمجموعة من العلاقات المتشابكة والمتداخلة التي تتفاعل مع بعضها، وأن لها هدفاً أو مجموعة من الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وقد تكون هذه الأهداف متعارضة، وبداخل كل مؤسسة مجموعة من النشاطات التي يمارسها الأفراد للوصول إلي الأهداف المنشودة.

ولكل مؤسسة أو تنظيم مدخلات Inputs، وعمليات Processes وينتج عنها مخرجات Outputs عادة ما تكون من نوع المدخلات. نفسها .

كما ترى هذه النظرية أن لكل نظام مجموعة من الأنظمة الفرعية Subsystems وأن التعارض بين هذه الأنظمة الفرعية يبدد الجهد، ويعطل الوصول للأهداف العامة، كما تعتبر الإنسان في المؤسسات نظاما له حاجاته ورغباته ودوافعه، وأي تغيير في الأنظمة الرئيسة، يؤدي إلي تغيير في الأنظمة الفرعية، وضمن التنظيم الكلي بوجه عام.

وتمتاز هذه الحقبة بتأكيدها على اعتبار النظام System أدق وحدة يمكن أن تكون إطاراً علمياً للدراسة الموضوعية، فالمجتمع هو وحدة، أو نظام عام General System، والنظام الإداري The Administrative System نظام فرعيSubsystem مفتوح يتعامل مع الوحدات أو الأنظمة الفرعية الأخرى، يأخذ منها ويعطيها، ويتكون من أنظمة فرعية أخرى هي النظام الفني Technical Subsystem ونظام المعلومات Information Subsystem والقوي البشرية The Human Subsystem والنظام الاقتصادي المالي

Economic &Financial Subsystem

إن مركز الفكر في هذه الحقبة استمد أفكاره ونظرياته من مساهمات علم الاجتماع وعلم النفس، التي ترى أن تحقيق أهداف الإدارة من قبل الأفراد لا بد أن يقابله تحقيق رغبات هؤلاء الأفراد من قبل الإدارة ، وعلى رأس هذه الرغبات الاحتياجات الاجتماعية والاحتياجات السلوكية.

وتعتبر شيستر برنارد C. Barnard)) وهربرت سيمون( H. Simon) من الباحثين الذين أعطوا دفعة قوية لنمو الفكر الإداري في هذه المرحلة، فقد طور برنارد ما سمي " نظرية التعاون "، التي تقوم على أن إشباع حاجات الأفراد الطبيعية والحيوية والاجتماعية يحتم التعاون مع الآخرين.

كما قدم سيمون ( H. Simon) كتابة السلوك الإداري Administrative Behavior مستخدما مفهوم التوازن المنظمي باعتباره الدافع الأساسي للعمل، والتوازن المنظمي نظام تبادلي بين متغيرات المنظمة أو المؤسسة وأداء العمال، وإنه إذا ما شعر العاملون في المؤسسات أنهم يأخذون من مؤسساتهم أقل من عطائهم، فإن أداء العمل واستمراره يتعرض للتوقف.

كما يمكن القول أن كتابات ماكس ويبر Max Weber، ويعقوب جيتزلز Getzels، وجوبا Guba، وليكرت Likert، نظرت للإدارة على أنها "نظام اجتماعي فرعي Social Subsystem داخل النظام الاجتماعي الأكبر وهو المجتمع، ويتكون هذا التنظيم الفرعي من مجموعة يتعاونون لتحقيق أهدافهم الشخصية والجماعية بواسطة سلوك منظم يكفل في الوقت نفسه تحقيق أهداف التنظيم، ومشكلة الإدارة تكمن في كيفية جعل هذه المجموعة من الأفراد يتعاونون في نشاط مشترك لتحقيق الأهداف، وفي الوقت نفسه تحقيق رضاهم، وحل هذه المشكلة منوط بإدارة المؤسسة وقيادتها.

وأخيراً يمكن القول - أيضا - أن المساهمات التي قدمتها هذه الحقبة من تاريخ تطور الفكر الإداري عديدة ومن أهمها المسئولية الاجتماعية للإدارة، كما أنها اعترفت بتضارب الأهداف، وتعدد الخلفيات الثقافية والحضارية والبيئية، وقد أعطى هذا حافزاً للإدارة للنظر إلي المؤسسات والمنظمات نظرة أوسع مكنتها من تقدير الظروف الخارجية التي تعمل في إطارها، كذلك أضافت هذه المدرسة للفكر الإداري مضامين أخرى عن الحدود التي يمكن أن تقف عندها السلطات الإدارية، وكذلك دور التنظيمات غير الرسمية في التأثير على السياسات والقرارات، ومن ثم تحقيق الأهداف المنشودة.

د_المرحلة الرابعة (حقبة تحديث الفكر الإداري) 1980م حتى الآن :

تمثل هذه المرحلة الحلقة الأخيرة من تطور الفكر الإداري، والتي يمكن القول أنها بدأت منذ أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن العشرين، وإن كانت جذورها الحقيقية تمتد قبل هذه الفترة بسنوات وعقود، وفي هذه المرحلة أسهم العلماء بشكل واسع في تحديث الفكر الإداري باستخدام العلوم المختلفة كالرياضيات، والهندسة، والاقتصاد، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، مما أدى إلي ظهور نظريات وأساليب واستراتيجيات إدارية منها الإدارة بالأهداف، إدارة الجودة، الهندسة الإدارية، وغيرها من الأساليب الإدارية الحديثة، والتي سوف تناول كل واحدة منها بالتفصيل في جزء لاحق من هذا الكتاب.

الصفحات