أنت هنا

$7.99
ذكريات قاصرة

ذكريات قاصرة

المؤلف:

3.83335
Average: 3.8 (6 votes)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2019

isbn:

978-9923-731-27-7
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب "ذكريات قاصرة" ، تأليف خالدة غوشة ، نقرأ من الكتاب:

شاء لهم النظر إلى حُلمي بعد شتاتي...  مجرمون من أخبروني بتوخي الحذرِمن غيرهم، وكان السمُ بأيديهم.

 كانت سذاجتي وطيبتي هي أولَ مسمارٍ فى نعشِ حُلمنا الطاهر.

منذ نعومةِ أظافرهِ كان دافئُ القلبِ، برئُ الملامحِ، حكيمٌ برِدُودِه.. لم يشبه أحداً بل لم يشبه أي أحد.!!

خبأته بين جدارِ قلبي (نوح) الذي لم يسقط من حُلمي يوماً، في المنزلِ أنا مَلِكته وهو تاجي المرصعُ بالحكمةِ والعطف.

 فى هذا العالم لا أظن أحداً يعيش نمطَ معيشتنا التى مَلئها العشقُ غير المشروط...

أقاتل العالمَ كلَه لأجلهِ..

كنت له الخزينةَ وكان هو الجوهرةُ.. كنت له الجبلَ وهو الزرعُ الأخضرُ برائحةِ القرنفلِ.. أنا و حياتي كلها له..

 هو مثل العصور القديمة التى لا تشيخ أبداً وكلما مرّ الزمان زادت قيمتها...

أقولها بصوتٍ لا يخشى شبهةَ الفخرِ « بأنه عشقي الوحيد».

واليوم أصبحت جود كحائط قديم خالي من الكتابة... لقد هجروا رسائلهم الأحبة.

 

أتمتم لنفسي بصوتٍ خافت يكاد لا يسمعه أحداً، ثم صَمَتُ لبرهةٍ، وقدماي لا يتوقفان عن الإرتجاجِ، حتى شعرتُ بدفئِ الشمسِ تتغلغل بهدوءٍ لكلِ جسدي وكأنها ماءٌ ساخنٌ يسكبُ على جسدي برقةٍ، حتى بدأت أستسلم للذاكرة.

لكثرةِ الذكرياتِ أصبحتْ لدي غابات تذكارية ضِمنُها نصفُ العمرِ الذي هو روح الحياة.

لا أعتقد أنَي قد أغمضت عيني تلك الليلةِ المشؤمةِ..!

 كمنْ شاهد الدركَ الأسفلِ من الجحيمِ وزٌحْزِحَ عن النارِ...!

 أتى الظهرُ ولم يأتِ، وقبل غيابِ الشمسِ بقليلٍ، سمعتُ صوتَ خطوات أقدامه...

 إنه هو..!!

 يقتربُ مني ليجلس بالقرب مني..

 نعم هو..!

 أنا لا أهلوسُ ولا أتخيلُ هوعَرِفَ مكاني...هنا على هذا المقعد الخشبي.

 سارعتُ لأضعَ رأسي بين ضلوعه لأحظى بإعتصار حضنه شوقاً.. خوفاً.. هجراً..أو ربما موتاً...!!

 لا أعلمُ بالضبطِ ما هي المشاعرُ التي تجتاحني وتتملكني فى تلك اللحظات.

- حبيبي (نوح) إنك هنا..!!

 أحمد الله أنك تذكرت هذا المكان...

- هل أنتَ جائعٌ؟؟ لدي بعض الحنين،  فحنيني نصفُ غذائك.

- من منا يشبع من نصفِ غذاء..!؟ لا تُريني إعصارك المحزن الذي لا يجابه وقعَ حزني ودهشتي يا جود.

- الذاكرةُ تستعيد النشاطَ لتلك الذكريات فلا تجعل الشوقَ لدينا كالموت يقطع الأملَ المرجو، وحزنك ما هو إلا زلزالاً هزَّ أركانَ قلبي، لا يقاس بمقياس «ريختر».

- أنا هو أنا يا (جود) ولن أكون إلا أنا مهما حدث.!!

- فى مقامِ التفلسفِ تنجو بجهلِ المتعلمِ، وتسقطُ بعلمِ الجاهلِ، احذر يا (نوح) أن أصير ميْتَةً لديك دون جنازةٍ، فإكرام الميتِ دَفْنُه.