أنت هنا

$3.99
فن القصة وجهة نظر وتجربة

فن القصة وجهة نظر وتجربة

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2010
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

لكتابة القصة همومها وشجونها، كما هو شأن كل أنواع الإبداع الإنساني، وقد صارت الحاجة ملحّة للبحث فيها على خطى متزنة، بعد أن كثرت النزعات التجريبية، وتعددت الاتجاهات النقدية، وساد الخلط واللغط، مع نشوء نوع من الكتابة، تتستر بالحداثة، وتعطي أهمية خاصة للنص المفتوح، على حساب مجمل الكتابة القصصية الواقعية المتجددة وآلياتها ومضامينها. 
أعرف أنني سأبدو، كمن يرفض التجديد ويتمسك بقرون الماضي حتى لا يفلت من يديه. الأمر هنا، ليس كذلك بالتأكيد، فأنا أعرف أن أحداً ليس بوسعه أن يجعل التاريخ يكف عن حركته وتحولاته، غير أن التاريخ لم يلقِ بهذا اللون من الإبداع في سلة المهملات، وأن القصة ما تزال قادرة على النهوض بمهمتها على أفضل وجه. الأمر هنا أنني ومن منظور ماركسي وبكل قوة هذا المنهج الذي لا يعرف الجمود وحيويته، أراهن على قدرة الواقعية المنفتحة المرنة على استيعاب المفيد من كل ما هو جديد، ونبذ البدع الاستهلاكية في الفن. 
ما أريده هنا، هو تفحص هذا اللون من الإبداع الفني ومعرفة آلياته واستكشاف آفاقه وقدراته على الاستفادة من كل أنواع الإبداع، بصرف النظر عن المرحلة التي نشأ فيها وتطور واكتسب كماله، وبصرف النظر أيضاً عن الغزوات التنظيرية المستحدثة، فليست كلها قادرة على الثبات. لقد سبق لإنريكي أندرسون إمبرت على سبيل المثال أن وصف القصص القصيرة جداً بـ «القصة المضادة»، أو بتعبير آخر «ضد القصة»، خلال تقديمه كتابه الجليل «القصة القصيرة - النظرية والتقنية». فليس العيب في قصر القصة، وإنما بافتقادها خواص القص وبناه. ويمكن النظر إلى هذا النوع من الكتابة على أنه لون إبداعي مستقل، وعندئذ يتعين على الأكْفاء، استنباط المعايير التي تنأى به عن العبث وتصون له مكانته. 

(من مقدمة الكاتب)