أنت هنا

قراءة كتاب الغبي ينجح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الغبي ينجح

الغبي ينجح

إن الموضوع الأساسي لمحاضراتي العامة وكذلك الموضوع الأساسي لهذا الكتاب يتلخص في ضرورة التحرك المتكامل النشط من أجل تحقيق أي هدف مهما كان شكله ونوعه.

تقييمك:
5
Average: 5 (6 votes)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9
 قد أستطيع أن أطلق على هذه الحالة تعبير "مرض الصفوة". ذلك المرض النمطي الذي يجعل صاحبه يسقط في هوة حيرة في البحث الدائم عن طاقاته وإمكاناته الشخصية خاصة إذا كان ذلك الشخص يفني مجهوده وعمره في سبيل مؤسسته أو شركته هذه. إن هؤلاء الذين يمضون أيامهم دون أن يفكروا بعمق في شيء ما، لا تتولد لديهم تلك الأفكار من البحث في أعماق الذات. بل يحدث بظهور الشك والحيرة في أهمية ما يقوم به المرء، لأن ذلك المرء يحاول أن يعيش الحياة بكل طاقاته. إن مثل ذلك الشخص قد يكون حقًا يعمل بإخلاص من أجل شركته ولديه العزيمة على العمل، كما أنه محبوب ومقدر من رؤسائه في العمل، لكنه في نفس الوقت يتساءل في نفسه عما إذا كان سيستطيع تفجير المزيد من طاقاته الكامنة إذا استقل ووجه عزيمته وطاقته تلك من أجل نفسه وليس من أجل شركته أم لا ! وعندما أثرت تلك النقطة، أجابني ذلك الشاب قائلا: "بالضبط كما تقول يا سيدي"!
 
لذلك فقد استطردت قائلاً له:
 
"أهم شيء هو أن يكون لك هدف واضح ملموس يقف على أساس من الواقع، وفوق هذا عليك أن تتحرك وتنشط بكل طاقتك. وبشكل تفصيلي أكثر، فإذا كنت تفكر الاستقلال بنفسك فلتفعلها. وفي هذه الحالة فلتحدد ماذا ستفعله بالضبط بعد الاستقلال وبعد أي عدد من السنوات وفي أي توقيت.. يجب أن تحدد الهدف والجدول الزمني اللازم لتنفيذه. وفي نفس الوقت هناك جانبان هما: ما الذي يستطيع أن يقدمه الفرد وهو داخل منظومة معينة، وما الذي لا يستطيع أن يفعله لو خرج عن هذه المنظومة.. فحتى توقيت الاستقلال والخروج عن المنظومة يجب على المرء أن يوظف كل قدراته من أجل تلك المنظومة التي ينتمي إليها، وألا يبخل بأي مجهود لا يمكن تقديمه إلا من خلال هذه المنظومة. وبهذا يتحول المرء من عنصر يتم استغلاله والاستفادة منه بذكاء، إلى عنصر يستغل ويستفيد بذكاء من وجوده داخل تلك المنظومة. إن ذلك الشخص الذي لا يبخل بأي مجهود من أجل منظومته سوف يجد حوله الكثيرين ممن يمدون له يد العون حتى بعد أن يستقل بذاته ويترك تلك المنظومة".
 
لقد كان ذلك الشاب يومئ برأسه إيماءة جادة مع نهاية كل جملة أقولها مما يوحى بتفهمه واقتناعه بما أقوله.

الصفحات