أنت هنا

قراءة كتاب دهشة الألهة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دهشة الألهة

دهشة الألهة

في "دهشة الآلهة" نلج مع بن أوكري منطقة الحلم، إنها المساحة الوهمية التي تتعدد فيها الأصوات وتتقاطع النصوص وتتشظى الأشياء، فنقع في حيزة بين غموض الحديث وطرافته وجديته في آن.ومن خلال صوت هامس يأتي من قرار الحواس، ينسج بن أوكري أسئلة تسري في خطوط روايته، وبلغة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
- ليس له اسم· نحن لا نؤمن بالأسماء· فالأسماء تُخفي الأشياء·
- لا أفهم·
- حينما تُطلق اسماً على شيء يمنحك الشيء وجوده، إذ تموت الأشياء بعض الشيء حينما نسمّيها· حديثي مقتصر على هذه الجزيرة فقط· لا يمكنني التحدث عن أي مكان آخر·
- حسناً، وإذا لم ترغبوا باختفاء الأشياء ماذا تفعلون؟
- نفكّر فيها·· نعيشها وندعها تعيش فينا·
أنت تسأل كثيراً، إذا كنت مهتماً إلى هذا الحد فلِم لا تبقىوتعيش معنا وتتقن عوالمنا الغامضة؟
- شكراً، فسفينتي تدعوني وعليّ الإبحار، وإلا فلن أجد الأشياء التي دفعتني إلى مغادرة مكاني الأول·
- قد تتعلّم المزيد هنا·
- ولكن قد لا أحظى بسفينة ثانية· ولا أعرف طبيعة ارتيادهن هذا المكان وبذلك سأفتقد البحر وتفوتني الرحلة·
البحر موجود دائماً والسفن تأتي والرحلات مستمرة، إلا أن هذه الجزيرة تُكتشف مرّة واحدة في العمر- إن كنت محظوظاً·
تعالى صوت السفينة ثانيةً، يدعوه ثلاث مرّات بتحذير شديد· ارتعد لصوت السفينة، وحينما هدأت الصافرة الثالثة، أصغى إلى صوت الريح الحزينة، وإلى جوقة عازفي الناي وهم يشقّون طريقهم بحذر عبر أشجار السّرو· أصغى إلى صوت الماء المنساب بين أوراق أكاليل الصُبّار في نافورة المرمر·
تملّكه العجب حين نظر إلى الأبنية البيضاء المتناسقة المنتشرة حول الحي ملاحظاً زواياها الصافية ودعاماتها الملائكية وأعمدتها ذات الوميض المرمري· استنشق عبير الطفولة والألحان العذبة الصفراء والمانغو اليانعة· وحين بدأ صوت امرأة بالغناء من على قمة المعبد الأزرق لتلك الأرض، لزِمت الريح الصمت، ولاحظ كيف أن كل الأشياء المتوارية بدت مُنشدّة إلى تألق الغناء الذي صبّ وهجاً ذهبياً على ضوء القمر الشفّاف، فوجد نفسه مبتسماً· وحين توقف الغناء وحلّ صمت جديد بهيج ، قرّر البقاء·

الصفحات