أنت هنا

قراءة كتاب دهشة الألهة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دهشة الألهة

دهشة الألهة

في "دهشة الآلهة" نلج مع بن أوكري منطقة الحلم، إنها المساحة الوهمية التي تتعدد فيها الأصوات وتتقاطع النصوص وتتشظى الأشياء، فنقع في حيزة بين غموض الحديث وطرافته وجديته في آن.ومن خلال صوت هامس يأتي من قرار الحواس، ينسج بن أوكري أسئلة تسري في خطوط روايته، وبلغة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
أربعة
 
 
بدت جادّة المرايا طويلة كأن لا نهاية لها· وبينما هو ماضٍ وخياله يتراقص في واجهات الأبنية الفضية، شعر أنه فقد هُويته في المرايا· شعر، كأن أثقل أعضائه وأقلها أهمية تلاشت في الأنوار الساطعة· شعر في الوقت ذاته أنه أصبح أكثر سكينة وأقل فضولاً وأوسع تحرراً من القلق· خشي من فقدان جزءٍ مألوفٍ لديه كقلقه مثلاً· بيد أن عظمة الأنوار تملّكته جداً· إذ أعجبته الطريقة التي تغيّرت بها والطريقة التي توهجت فيها بالأحمر والذهبي· سحرته المشاهد المحيطة بمنتهى الملكوت البالغ حدّ الكمال والتصاميم المثالية ومشاهد الفرحة المحضة وأجواء السعادة التي سكنت أعماق المرايا المتألقة·
لدهشته، كلما نظر أعمق في المرايا وفي أعماق البحيرة السحرية، رأى حسناوات يعزفن الماندولين ويقرأن كُتُباً مضاءة ويُغنين بصمت وينشدنَ كلمات استحالت إلى ألوانٍ مشعّة ويرقصنَ عاريات على أرضٍ مصقولة· وفي الهواء الطلق حلّقت طيور بيضاء وصفراء فوق رؤوسهن في قصورهن المصنوعة من ضوء القمر·
كان على وشك التحدث حينما أسَرَ مشهدٌ رائعٌ عينيه·
التفت ورأى، في مرآة أخرى، حديقة غنّاء تندّت أزهارها بوهج سماوي· وبينما هو ينظر مسحوراً بجمال الأشياء، اندفع برشاقة وحيدُ قرنٍ أبيض اللون بقرنٍ زمرّدي فشتّت حزمة الأشعة الباعثة للبهجة·
وإلى مسافة أبعد، في المرايا الزرقاء التي تواجه كنيسة الحق العظيمة، رأى بحيرة خضراء· وفي وسط البحيرة الزمرّدية، وهي بؤرة الأنوار كلها، كان سيف العدالة المنسي، نصله من الذهب الخالص، شاخصاً نحو السماوات المنيرة يبهر العين بصفائه الألهي·
- قال: لا أفهم شيئاً·
لم ولن يفيق بعد من العجائب التي رأها تواً·
- قال صوت دليله: تذكّر دهشتك فهي خير لك·
- ولكن ماذا تعني كل هذه الأشياء؟
ماذا تعني بذلك؟
مَن هنّ الحسناوات؟ وماذا يعني وحيد القرن المدهش؟ وما هو السيف؟

الصفحات