أنت هنا

قراءة كتاب سواقي القلوب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سواقي القلوب

سواقي القلوب

في رواية "سواقي القلوب":
بفضل سراب عرفت كيف تغدو الحواس كمنجات وحاذيت السر الذي يحيل ممارسة الحب تمريناً على فعل الخلق.
ومعها بلغت ضفاف بحيرات لم أتيقن يوماً أنها كانت كامنة في خبايا جسدي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
تناولت منك جريدتك لأقرأ تفاعلات مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت، وكنت أشعر بقرف من العجز العربيِّ، ومن نفسي، ومن أخبار الجرائد، ومن كلِّ شيء· فلمَّا قلتَ لي إنَّ الطلبة العرب سيتظاهرون في ميدان تروكاديرو احتجاجاً على ما فعله شارون، ودعوتني الى الذهاب معك والالتحاق بهم، أسقطتُ عليك إحباطي وسألتك:
 
ـ هل ستتظاهرون مكانك سِر؟
 
ـ وهل تتوقَّع أن نمشي من تروكاديرو الى القدس؟
 
غلبتني مَرَّة أُخرى فأشحت بوجهي عنك ورحت أُتابع عاشقين شابين غارقين في عناق محموم، وسمعتك تقول، بعد برهة، وكأنَّك تخاطب نفسك أو تقرأُ أفكاري:
 
ـ لماذا يتبادل الناس الحبَّ هنا، تحت شمس النهار، وتحجل الحمائم بين أقدام الأطفال بأمان، وتنطلق قطارات المترو في مواعيدها، وتذهب العجائز لتسريح شعورهن عند الكوافيـر، في حين لا تكفُّ الأحداث عن الغليان في أوطاننا الأَبيَّـة الغارقة في حروب تطحن البشر؟
 
ـ لأن رَبعَك ومن شابههم من الأشاوس هم الذين يحكموننا·
 
تقـبَّلتَ تهكُّمي بابتسامة عريضة ورددتَ عليَّ بسؤال مضاد لا علاقة له بموضوعنا، لكنه كان كفيلاً بأن ينزع فتيل الخلاف وهو في مهده· قلت لي:
 
ـ هل تعرف ما هو مفـرد أشاوس؟
 
ـ أشوَس طبعاً···
 
قلتُـها بشكل عفويٍّ وتركتـكَ تضحكُ على المفردة الغريبـة حتى تخشَّب فكَّاك· وهكذا انتصرتَ عليَّ، في لقائنا الأول ذاك، ثلاث مرَّات يا حنقباز السماوة·

الصفحات