أنت هنا

قراءة كتاب المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
أنواع الحجامة
 
اعلم أخي أن للحجامة نوعين .. ولكل منهما استعمالات خاصة بها في التداوي .. وكلا النوعين ذكرهما أهل العلم والمعرفة والطب .
 
أ . الحجامة الجافة
 
يعرف هذا النوع شعبيا ب (كاسات الهوء) .. وتتم الحجامة الجافة بحرق قطعة ورق على شكل قمع .. وبفضل أن تكون من أوراق الصحف لسهولة اشتعالها .. وبحجم يمكن ادخاله في فوهة الكأس أو القارورة المستخدمة .. وبعد ادخال الورقة المشتعلة داخل الكأس نلصق فوهة الكأس مباشرة على أسفل لوح الكتف .. وهي المعروفة بمنطقة الكاهل .. فتقوم الورقة المشتعلة بحرق جزء كبير من الهواء داخل الكأس .. فيحدث انخفاض في الضغط داخل الكأس .. . ويترك الكأس بعد وضعه مدة ( 3 – 10 ) دقائق .. فيقوم الكأس بدوره بامتصاص الجلد من تحته .. ومع الجلد ومن تحته تنجذب كمية من الدم داخل الكأس لموازنة الانخفاض في الضغط آنف الذكر .. فينتج عن ذلك ظهور احتقان دموي موضعي .. ويرفع الكأس ويعاد وضعه بالعدد المطلوب حسب الحاجة .
 
وهذا النوع من الحجامة .. أو ما يسمى شعبيا بكاسات الهواء يتداوله العاملون في الطب الشعبي لفائدته في التخفيف من بعض الآلام العضلية والعصبية : من مثل آلام الروماتيزم وبعض أمراض الصدر .. وبعض حالات عسر البول الناتجة عن التهاب الكلية .
 
والآن تعال لنرى ماذا جرى عند وضع كاسات الهواء على منطقة الكاهل .. بنجذب الجلد ومعه كمية من الدم الفاسد .. وبسبب ما يصاحب ذلك من ارتفاع درجة الحرارة داخل الكأس تتوسع الأوعية السطحية في منطقة الكاهل المثبت عليها الكأس .. وباستمرار هذا الوضع يزداد توارد الدم لهذه المنطقة .. وبجذب الدم الفاسد من تحت الجلد الى داخل الكاس .. فإنه ينفصل عن بقية الدم .. وبذا يمنع من الجريان مع بقية الدم في الدورة الدموية .. فماذا يحدث نتيجة ذلك ؟ .. ينتج تنشيط وقتي للدورة الدموية في الجسم .. ومن ثم تنشيط لأعضاء وخلايا الجسم كافة بما يصلها من زيادة في الغذاء والماء والاكسجين .. ليتم الشعور بالراحة والانتعاش لدى المحتجم .. ولكن هذا كما ذكرنا وقتي وحسب .. ولا تتم الفائدة التامة إلا بالنوع الثاني من الحجامة .. ألا وهي الحجامة الرطبة التي ستناولها تاليا .. وهي التي دلنا وأرشدنا إليها طبيب قلوبنا وأبداننا حبيبنا محمد (ص) .
 
ب . الحجامة الدامية أو الرطبة
 
اعلم أخي المحتجم أن الحجامة الرطبة يأتي دورها بعد اجراء عملية الحجامة الجافة وفي المكان نفسه .. أي أنها تتم بعد نزع الكأس أو القارورة عن الجلد .. اذ يشرط ذلك المكان بمشرط معقم .. ليحدث جروحا سطحية بطول حوالي 3سم .. أو بوخز المكان بمشرط مدبب عدة وخزات .. ثم توضع القارورات بنفس الطريقة السابقة في الحجامة الجافة .. فتمتص كمية من الدم من مكان وضع كأس الحجامة .
 
فالحجامة الرطبة تقوم كما ترى بإعادة الدم الى نصابه الطبيعي كما ونوعا .. فتزيل منه ما تراكم فيه من الدم الفاسد على شكل كريات حمراء وبيضاء وصفائح دموية وشوائب أخرى .. وذلك بعد أن عجز الجسم بأجهزته الذاتية عن التخلص منه .. وهي بهذا العمل تخلص الجسم من الدم الفاسد .. وتنشط أجهزة الجسم كلها .. وبخاصة النخاع الشوكي الذي يقوم بضخ الدم الطازج .. وبهذا الضخ تزداد أعداد الكريات البيضاء واللمفاويات .. مما يؤدي الى ارتفاع مستوى أداء أجهزة المناعة والدفاع في الجسم .. مما يجعل هذه الأجهزة أكثر تحفزا ونشاطا على التخلص من السموم والجراثيم منه .
 
فالحجامة عندما تقوم بهذا العمل المميز فانها تقوم بتخليص الدم مما يعيق ويمنع حركته .. ومن ثم تنشط الدورة الدموية .. وتحسن عملية تروية الأنسجة والأعضاء من خلال تزويدها بما تحتاج من أكسجين وماء وغذاء .. لترتفع فعالية أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة في أداء وظائفها .. وبخاصة الحساسة منها كالدماغ والعصب البصري .. هذا بالاضافة إلى أنها تقوم بإعادة ترتيب وتنظيم الافرازات الهرمونية في الجسم مما يزيد من مناعته ومقاومته للأمراض .
 
فما أن يتخطى الفرد سن العشرين من العمر ويتوقف نموه .. عندها تتمركز كل زيادة في الدم الفاسد في أهدأ منطقة في جسمه .. ألا وهي منطقة الظهر .. وإذا ما ازدادت أعداد الكريات الهرمة والميتة فإنها تتسبب في إعاقة جريان الدم في أوعيته الدموية .. مما يتسبب عن ذلك كما بينا إعاقة في عملية تزويد أعضاء الجسم بما تحتاجه من ماء وغذاء وأكسجين .. فلا تقوم بوظائفها بالمستوى المطلوب .. الأمر الذي يجعل الجسم عرضة للأمراض والأوبئة .. بل ويصبح فريسة سهلة لها.
 
فإذا احتجم الشخص فإنه يعيد الدم في جسمه الى نصابه نقاء وحيوية .. فيذهب الفاسد منه .. ويزول معه ضغط الدم .. ويندفع الدم النقي الحامل للكريات الحمراء الفتية .. لتقوم هذه الكريات بتغذية خلايا وأعضاء الجسم كلها .. وتزيل عنها الرواسب الضارة من غاز الفحم والبوليك وغير ذلك .. لينشط الجسم وتزول منه الأمراض .. وتعود الصحة والعافية للجسم بإذن الله.

الصفحات