أنت هنا

قراءة كتاب المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
الأساس العلمي للحجامة
 
قد تتساءل مع آخرين فيم إذا كان للحجامة أساس علمي! ..نجيب على ذلك بنعم كبيرة .. ويمكننا تلخيص ذلك الأساس بالأتي : " إن الأحشاء الداخلية لجسم الانسان تشترك مع أجزاء معينة من جلده في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع الشوكي أو النخاع المستطيل أو المخ المتوسط وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد " (1) .
 
ألم تر أن هذا هو ما يحدث عندما يلجأ أحدنا إلى استخدامه عفويا كوسيلة لعلاج ما يسمى ب (ألم الحكة) .. فيسارع الى تدليك (أو هرش أو حك) مكان ذلك الألم .. فينتهي الألم ولا يعود يشعر به .
 
-------------------------------------
 
(1) المرجع السابق – 56
 
وتعليل ذلك يخبرنا به العالم الروسي الشهير (بافلوف) بنظريته المسماة " التثبيط الواقعي للجهاز العصبي " .. وملخصها أنه : " عندما يصل التنبيه الى المخ عن طريق الأعصاب فإن المخ يترجم هذا التنبيه حسب مصدره ونوعه ،
 
فيحدد نوعه : أهو ألم أم لمس !.. حرارة أم برودة ! .. ولكن إذا كان عدد هذه التنبيهات التي تصل الى المخ في وقت واحد كبيرا فإن المخ عندها لا يستطيع التمييز بينها ، فيتوقف عن العمل . وبتوقفه هذا عن العمل فهو يلغي الشعور من المنطقة -
 
التي جاءت منها هذه التنبيهات . وعند الحجامة فإن هذه التنبيهات تخرج بأعداد كبيرة من نهاية الأعصاب في المنطقة المحتجمة . فهنا يقوم المخ بإلغاء الشعور من المنطقة ويزول الألم "(1) .
 
مكان الحجامة
 
اعلم أخي المحتجم نبينا وهادينا وطبيبنا الذي لا ينطق عن الهوى (ص) قد حدد لنا هذا المكان .. فقد جاء في حديث أنس: " إن رسول الله (ص) كان يحتجم في الكاهل " .. وليأتي العلم بعد أربعة عشر قرنا فيقر بفوائده مبديا الأسباب التالية (1) :
 
أ . إن منطقة الكاهل هي المنطقة التي تتجمع فيها الكريات الحمراء العاجزة والتالفة والشوائب الدموية عامة والجزيئات الكبيرة ذات الوزن الجزيئي المرتفع ، حيث تقيل هذه الشوائب أثناء النوم .
 
ب . إن هذه المنطقة مأمونة حتى ولو كان المرء يعاني من مرض السكري أو الناعور فلا خطر من التشطيبات السطحية ، كذلك
 
--------------------------
 
(1) المرجع السابق - 81
 
فإنها سريعة الشفاء دون أن ينتج عنها أية التهابات طالما أن الحجامة تجرى في الظروف والأوضاع الصحيحة والسليمة صحيا .
 
ج . واخيرا وليس آخرا هي منطقة خالية من أية أوعية دموية يمكن أن يكون جرحها خطيرا .
 
ولنفهم السبب وراء كون الكاهل هو منطقة تجمع رواسب الدم من شوائب وكريات هرمة أو ميتة فلنأخذ مثالا شبيها .. فجريان الدم من القلب حيث يتم ضخه يشبه الى حد كبير جريان ماء النهر من منبعه .. وترسبات شوائب الدم وكرياته الميتة منها والهرم على جدران الأوعية الدموية تشبه رسوبيات النهر أثناء جريانه .
 
فالنهر عند المنبع هو أشد ما يكون قوة .. يجرف أمامه كل شيء إلا ما ثقل وزنه .. ثم تراه يضعف تدريجيا في الوسط .. إلى أن يصبح هادئا قريبا من الركود عند مصبه .. لتتساقط عوالقه وتترسب في قعره .. وكذا الأمر يحدث للدم في جريانه .. إذ يبدأ هذا الجريان قويا في البداية .. ثم يأخذ بالتناقص تدريجيا كلما ابتعد عن القلب .. ليصل إلى حدوده الدنيا في أهدأ منطقة من الجسم.. ألا وهي منطقة الظهر وبخاصة أثناء النوم .. لتترسب عوالقه من كريات وصفائح وخثرات .. ولكن هذه المرة على جدران الأوعية الدموية السطحية منها والعميقة .. ولتؤدي الى تناقص سرعة الدم أكثر فأكثر .. ويتزايد وبنفس الدرجة ترسب هذه العوالق .. وتتزايد مع ذلك درجة انسداد هذه الأوعية لتضيق مجاريها .. وتترسب ليس الكريات الميتة والشوائب وحسب .. بل والهرمة منها لعجزها عن اجتياز هذه الممرات الضيقة .. فتعلق وتترسب على جدران تلك الأوعية .. فتتزايد معه درجة انسداد تلك الأوعية .. وإذا لم يصر إلى التخلص من هذه الرواسب بالاحتجام فقد تنسد هذه الأوعية بالكلية .
 
ألا ترى أن ذلك يظهر جليا في تفشي آلام الظهر وبخاصة عند كبار السن في منطقة الكاهل دون غيرها من المناطق الأخرى.. فيعالجون ذلك بتدليك هذه المنطقة أو باستخدام (كاسات الهواء) .. وما ذلك إلا لتنشيط حركة الدم لديهم .. فيجرف تيار الدم المتدافع بالتدليك أو ب(كاسات الهواء) ما تراكم من شوائب وكريات وسموم .. وهي المواد المسببة للآلالم الناتجة عن عمليات هضم مواد ضارة كحمض اللبنيك وغيره .

الصفحات