أنت هنا

قراءة كتاب المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
محاذير استخدام أماكن أخرى للحجامة
 
اعلم أخي المحتجم أن استخدام أماكن أخرى للحجامة لها محاذير صحية قد تصل في بعضها إلى حد تهديد حياة المحتجم نفسها .
 
فالحجامة على الرأس والأخدعين فقد حذرنا منها رسولنا وحبيبنا محمد (ص) بقوله : " الحجامة على نقرة الرأس تورث النسيان فتجنبوا ذلك " .. والأخدعان هما وريدان خفيان على جانبي العنق .
 
ففي حجامة الأخدعين يمكن أن تقع شرطة الشفرة على أحد هذين الأخدعين أو الوريدين .. ليتسبب في نزيف يصعب ايقافه .. وقد يودي بحياة الشخص .. كما وأن هذا المكان لا يتوفر فيه سكون وهدوء لتيار الدم .. وبالتالي لا تتوفر الترسبات المطلوبة في الدم كما هو الحال في الكاهل .. فتضعف كما ترى الفائدة .. بينما وبالمقابل تتضاعف المخاطر التي قد تصل الى درجة الهلاك .
 
وأما حجامة الرأس فهي الأخطر والأدعى للتجنب .. فجروح الرأس لا تندمل بسهولة وسرعة .. بل تبقى أمدا طويلا معرضة صاحبها للتلوث والالتهابات .. هذا بالاضافة إلى استحالة تثبيت كأس الحجامة عليه تثبيتا تاما لسببين : أولهما أن منطقة الرأس بخلاف منطقة الكاهل تفتقر الى العضلات .. إذ يلتصق هماك جلد الرأس مباشرة بعظام الجمجمة .. وثانيهما وجود الشعرعلى تلك المنطقة .. وفي خطورة ذلك يكرر أبن سيناء في كتابه الطبي (القانون في الطب) ما قاله الصادق المصدوق (ص) : " .. لكن الحجامة على نقرة الرأس تورث النسيان "(1).
 
وأما حجامة الساق فلا فائدة منها تذكر .. فهي ليست منطقة ركود للكريات المسنة والميتة والشوائب .. بل هي على العكس من ذلك تماما .. فهي أكثر مناطق الجسم حركة ونشاطا .. وبالتالي فلا تركد فيها الكريات وشوائب الدم الأخرى .. الأمر الذي يلغي كل فائدة للحجامة .
 
----------------------------------
 
(1) الدواء العجيب – 117
 
سادسا : أوقات اجراء الحجامة
 
اعلم أخي أن الحجامة الجافة يمكن اجراؤها عند الحاجة اليها وفي جميع الأوقات .. وأما الحجامة الرطبة فلها أوقات معينة من السنة والشهر واليوم .. لا تتم الفائدة إلا إذا أجريت الحجامة فيها .. وأما إذا أجريت في غيرها فقد لا يتوقف الأمر على انعدام الفائدة .. بل وقد تنقلب تلك الفائدة الى ما لا يحمد عقباه.
 
أ . الموعد السنوي
 
قال المصطفى (ص) : " استعينوا على شدة الحر بالحجامة " .. وبهذا يرشدنا صلوات الله وسلامه عليه إلى ضرورة الوقاية من شدة الحر بالحجامة .. ولما كانت سبل الوقاية تتخذ قبل حدوث المتقى منه .. فالحجامة هنا يجب أن تتم قبل فصل الصيف وليس أثناءه ..أي في فصل الربيع .
 
فالحجامة هنا يتحدد وقتها في شهري (نيسان\ ابريل) و(أيار \ مايو) ..ويمكن تبكير هذا الوقت ليصبح في نهاية شهر( آذار\ مارس) في حال صادف دفئا في تلك الفترة .. كما ويمكن تأخيره إلى بداية شهر (حزيران \ يونيو) إذا صادف انخفاضا في درجة الحرارة في هذه الفترة .. ليصل فصل الحجامة في هذه الأحوال إلى ربع السنة تقريبا .
 
ويمكن تلخيص التعليل العلمي لذلك بالتالي : إن الدم وبسبب وفرة الماء فيه (1) .. فهو ينظم حرارة الجسم .. فهو في أثناء حركته يختزن الحرارة التي يكتسبها من الأنسجة
 
---------------------------------
 
(1) يشكل الماء 90 % من البلازما و 70% من الكريات الحمراء
 
الأكثر دفئا .. لينقلها إلى الأنسجة الأخرى الأقل دفئا .. كما ويقوم بفعل العكس .. ألا وهو نقل البرودة من الأنسجة ذات الحرارة المنخفضة الى الأخرى مرتفعة الحرارة .. وذلك للحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة باستمرار صيفا وشتاء وخريفا وربيعا .
 
ففي الربيع تكون الحرارة معتدلة : فلا هي بالمرتفعة ولا بالمنخفضة .. وبذا ففيه يحافظ الدم على لزوجة معتدلة تسمح بترسب معتدل لشوائبه .. وبالتالي تمكين الحجامة من شفط مناسب لهذه الشوائب .. ومن ثم التخلص منها .
 
وأما في الصيف فتقل لزوجة الدم .. إذ أن اللزوجة تتناسب تناسبا عكسيا مع ارتفاع درجة الحرارة .. ولعلك تلاحظ ذلك في كثرة ما نشاهد من حالات الرعاف في الصيف .. وبسبب ذلك تختلط أجزاء الدم نقيها وفاسدها .. وعند الاحتجام يخرج الدم النقي والدم الفاسد بنفس النسبة مما يؤدي إلى قلب فوائد الحجامة الى أضرار .
 
وأما في الشتاء فإن العكس هو ما يحدث .. فالدم تزداد لزوجته .. فيزداد تماسكه .. لتضعف قابليته للانجذاب داخل كأس الحجامة .. مما يقلل ويضعف من فعالية الحجامة .. لذا يبقى فصل الربيع حصرا هو الفصل الذي تجرى فيه الحجامة

الصفحات