أنت هنا

قراءة كتاب تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق

تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق

تحت رماد الحرب العاصفة (أسرار حرب العراق)
يروي هذا الكتاب القصة الكاملة لحرب العراق من البداية في أم قصر حتى سقوط بغداد. أن كاتب هذا الكتاب، العراقي علاء الدين المدرس، يتميز بأسلوب سردي واقعي للأحداث يشدّ القارئ بسلاسته.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8
معارك البصرة والناصرية والنجف والرمادي
 
وهكذا كانت أيام الأحد والاثنين والثلاثاء وبالاً على المعتدين حتى أفزعت بوش وبلير ورامسفيلد وغيرهم من المتآمرين على هذا البلد العريق, وقد كانت معارك الأنبار في الرطبة والقائم ثم النجف وكربلاء وفشل المحتلين في تحقيق أهدافهم الشريرة في الدخول إلى المدن عاملاً مضافاً في الارتباك الحاد في صفوف التحالف المعادي لاسيما قادتهم، مما أضطر بوش وبلير أن يلتقوا ثلاث مرات خلال الأيام العشرة الأولى للحرب, ثم تلاحقت الهزائم والخسائر الكبيرة في قواتهم حتى يوم السبت 29 /3، لاسيما في معركتي الناصرية والنجف البطوليتين, حيث أنه في معارك الناصرية وحدها تم إسقاط عشرين طائرة سمتية نوع أباشي وطائرة سمتية نوع كوبرا، وتدمير مئات الدبابات والناقلات وتكبيد العدو خسائر كبيرة في الأرواح، واستمر الموقف العسكري الميداني لصالح العراق، وكان الإعلام العراقي ذا الإمكانيات الفقيرة المحدودة أصدق وأدق من الإعلام الأمريكي الذي يعتمد على الخيال والتوقع والزيف والكذب وإخفاء الحقيقة عن العالم بشكل أساسي انتظاراً للحظة تنفيذ خطة (الصدمة والترويع) التي كان يحلم بالوصول إليها في لحظة الانهيار العراقي السريع المتوقع والحرب الخاطفة التي خطط لها بوش وأعوانه لتكون خلال مدة لا تزيد على ثلاثة أيام، وحين لم يحصل ما توقعهُ الأمريكان، بدأ التخبط والتناقض في التصريحات، ومع نهاية الأسبوع الثاني بدأ الحديث عن تغيير الخطط المعدة سلفاً, وظهر على السطح ما لا يتمنى هؤلاء الحلفاء, نتيجة الهزائم الحقيقية التي حصدها الغزاة في البصرة والناصرية والسماوة والنجف وكربلاء والأنبار وقضاء البعاج في الموصل، وفشل الإنزالات العديدة في الرطبة واليوسفية وكربلاء وتقهقر التحالف المعادي وتكبدها خسائر غير متوقعة بلغت ألاف القتلى والأسرى ومئات الدبابات والدروع والناقلات، مع تزايد ملحوظ في العمل الفدائي الاستشهادي في النجف والناصرية والأنبار, لاسيما بعد عملية الشهيد علي النعمان في النجف، ولم يستطع الإعلام العراقي المتواضع أن يوصل كل تلك الحقائق إلى العالم بسبب قدرته الضعيفة وسوء الإدارة الإعلامية ومحاصرة القوات الغازية للقنوات الإعلامية المستقلة والمحايدة، تمهيداً لغدر العراق وإجهاض تصديه البطولي الأسطوري, رغم استبداد النظام الذي لم يسمح لكثير من المخلصين بالمشاركة الفاعلة في القتال، ورغم تردد البعض من الناس بحجة أن الراية البعثية لا تمثلهم، إلا أن الجيش والفدائيين العراقيين والعرب وأهل المدن والعشائر في جنوب العراق وغربه وشماله، كل تلك الفصائل قاتلت وجاهدت خلال الأسبوعين الأولين كصف واحد وقوة واحدة مؤثرة وسخية، وقد حدثني الكثير من شهود العيان من الجيش والشعب أن مئات الأسرى الأمريكان في الناصرية والبصرة والأنبار قد تم عرضهم على الناس وحجزهم في أماكن مخصصة تمهيداً لاستلام الأوامر بشأنهم، وقد ذكر أحد الثقّات أنه في إنزال غرب الأنبار في الأسبوع الأول بين الرطبة والقائم تم قتل 50 أمريكي وأسر 75 جندي آخر تم حجزهم عند قبيلة البو نمر ولم يسلموهم إلى الدولة بسبب إشكال قديم بينهم وبين السلطة، مما دعا بصدام إلى استرضائهم وإكرامهم على عملهم الباسل، وكذا الأمر في الناصرية حيث تم أسر عدد كبير من الجنود الأمريكان بعد معركة الناصرية الباسلة، وقد حدثني شاهد عيان آخر عن مئات القتلى الأمريكان التي كانت رؤوسهم تلقى أمام صدام في بغداد, ممن كانوا حصيلة العمليات الفدائية في مختلف مواقع القتال, وبعد حادثة عرض الفيلم العراقي للأسرى الأمريكان والضجة الكبيرة التي افتعلوها حول انتهاك العراق لاتفاقيات جنيف للأسرى, أصبح عرض الأسرى في التلفزيون والتصريح بعددهم من الأمور الحساسة في الإعلام العراقي, ويقال أن صدام أمر بقتل من يقع في الأسر من الأعداء للتخلص منهم ومن الإشكال الإعلامي والاتهامات الأمريكية.

الصفحات