أنت هنا

قراءة كتاب تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق

تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق

تحت رماد الحرب العاصفة (أسرار حرب العراق)
يروي هذا الكتاب القصة الكاملة لحرب العراق من البداية في أم قصر حتى سقوط بغداد. أن كاتب هذا الكتاب، العراقي علاء الدين المدرس، يتميز بأسلوب سردي واقعي للأحداث يشدّ القارئ بسلاسته.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
أما العمليات الإستشهادية فقد كانت كثيرة ولكن الإعلام العراقي كان أضعف من أن يغطيها كلها, عدا تلك التي أعترف بها العدو والتي كانت قرب المدن الكبيرة, وأشهرها العملية الإستشهادية الكبرى التي قام بها الشهيد البطل علي جعفر موسى النعمان في مدينة النجف، والتي قتل فيها 11 جندياً أمريكياً ودمّر دبابتين وناقلتي جنود في أول عملية فدائية بطولية يوم السبت 29/ 3 حيث قاد سيارة مفخخة وفجّرها في وسط آليات العدو وجنوده, وقد أعترف الأمريكان بهذه العملية وذكرتها وسائل الإعلام العالمي, وكذلك عملية إسقاط الفلاح العراقي علي لفتة للطائرة السمتية في كربلاء باستخدام سلاحه الخفيف (بندقية برنو) يوم الاثنين 31/3 والتي حاول الإعلام الأمريكي التشكيك بها بعد احتلال بغداد في محاولة لتسويق الرواية الأمريكية للحرب مستبعدين أي دور بطولي للعراق, والعملية الفدائية البطولية النسوية التي قامت بها الشهيدتان نوشة الشمري ووداد الدليمي في مدينة الرمادي يوم الجمعة 4/4 في مطلع الأسبوع الثالث للحرب والتي أدت إلى مقتل وجرح عدد من أفراد قوات التحالف.
 
وقد روى لي أحد شهود العيان الثقات من أهالي البصرة بعض الأحداث التي حدثت في البصرة أثناء الحرب وبعد سقوط النظام في بغداد فقال: أنه في اليوم الثاني من الهجوم دنس البريطانيون أرض الزبير بن العوام والحسن البصري (مدينة الزبير ) وواجهوا ما لم يتوقعوه من الناس الذين عشقوا الحق، فواجهوا هذا التدنيس بكل صلابة بما امتلكوا من أسلحة متواضعة وأحرقوا بعض آليات العدو واختطفوا بعض الجنود من المعتدين وذبحوا الآخرين مما أدخل الرعب في قلوب المستعمرين.
 
ومن الروايات التي تعد من صفحات الصمود البطولي ما فعله آل الراشد في الفاو إذ وقفوا يدافعون عن المدينة دفاع أصحاب الحق عن حقهم وقد شهد لهم الناس بذلك.
 
لقد دارت معركة رائدة بين قوات المشاة البحرية في (أم قصر) وبين القوات البريطانية ابتدأها البريطانيون بالقصف الشديد بالطائرات والمدفعية فلم تتحرك القوات العراقية أي حركة وظن البريطانيون أنه لم يبق من قوات المشاة والبحرية العراقية أحد فتقدموا عليهم، فخرجوا لهم من المواضع ودارت معركة ضارية بين الطرفين حقق فيها العراقيون نصراً على الأعداء وكبدوهم خسائر فادحة وتراجع الباقون إلى الخلف.
 
أما في مدينة البصرة فقد ربض البريطانيون على مشارف المدينة، وبالتحديد عند جسر الزبير ولم يستطيعوا التقدم إلى المدينة لمدة أسبوعين ووقف بوجههم الفدائيون العراقيون والعرب, وقد تفاهم بعض أعضاء الحزب الحاكم الكبار من بعض العملاء مع البريطانيين حول تسليم البصرة دون قتال, ولم يتحقق ذلك ألا بعد جهد جهيد, بفضل وجود الأبطال الغيارى من الوطنيين والفدائيين, ومن صور البطولة لهؤلاء الفدائيين العرب أنه كان أحدهم قد شدّ رجله حتى لا يستطيع التراجع, وكان يضرب العدو وقد أحرق دبابة وناقلة ثم أستشهد, وقد كان ذلك في (معركة حمدان) هكذا سميت عند الناس لأنها في منطقة حمدان, ويروي لنا الثقات إن امرأة خائنة أخذت ترمي على الفدائيين بسبب ولائها للأجنبي وادعائها بغضها لصدام ثم قُتلت بنار الفدائيين. وقد أصاب الناس في هذه المنطقة الهلع بسبب القصف العشوائي عليهم.
 
وعند دخول القوات المحتلة للمدينة كان بعض الرعاع الذين لا يفهمون معنى الحق وأهله والباطل وأهله, أخذوا يصفقون ويضحكون مع جنود الاحتلال، ولكن أغلبية الناس ثبتوا ولم يخشوا الباطل فمنهم من لزم بيته وأخذ يبكي ومنهم من لم يصدق ما هو فيه, ويذكر إن جماعة من جامع الفاروق في الجنينة أخذوا يبكون في المسجد فاستحيا الناس من استقبالهم للمعتدين وتراجعوا ودخلوا بيوتهم.
 
بعد الاحتلال جاءت المأساة وحلت الفوضى ونزل الانفلات الأمني بساحة الناس وغياب القانون بغياب الأخلاق والدين, وبدأ السلب والنهب لدوائر الدولة, أقول لدوائر الدولة فلم تذكر حالة سرقة للأفراد إلا ما ندر, والسرقات كانت مقتصرة على الدوائر والمؤسسات والمخازن, ومن بين هذا التسيب والانفلات كانت هناك أخلاق وقيم بصيغة فريدة، فقد وقف أهل السيمر قرب المحكمة القديمة في البصرة على الشارع وأخذوا يقذفون السرّاق و (الحرامية) بالحجارة فكسروا سياراتهم وأمتعتهم وتركوا الأمتعة وهربوا.
 
ثم هبّ العلماء إلى حث الناس إلى تذكر الله وردّ المظالم وإرجاع الممتلكات إلى أماكنها فأرجعوها إلى المساجد والحسينيات. ثم بدأ دور المخلصين الغيارى في إعادة بناء البلد والمؤسسات.

الصفحات