أنت هنا

قراءة كتاب أولئك الراحلون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أولئك الراحلون

أولئك الراحلون

في كتاب "أولئك الراحلون" للكاتب الراحل محمود الكادي، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2004، يقول فيه: "في النص، أي نص لا يمكن تجريده عن الشخص..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
ميشيل النمري
 
الكلمة أقوى من المسدس
 
لا يمكن للمرء إلا ان يفجع عندما يسمع ان رصاصات عمياء صوبت من يد موتور حاقد على كاتب أو مفكر أو صحفي لا يحمل في يده إلا القلم ولا يموج في رأسه إلا الفكر والرأي·
 
وسواء اختلفت مع الكاتب أو الصحفي في الرأي أو الاجتهاد أو اتفقت معه، فإنك لا يمكن أن تقر أن يكون القتل هو الوسيلة التي يعبر فيها الخصم عن موقفه، إذا حدث فتلك هي المصيبة وذلك هو الظلم·
 
من منا سمع عن حادث اغتيال واحد لكاتب أو أديب أو صحفي في دول العالم المتقدم؟ ومن منا لا يعرف أن هذه الفئة من الكتاب والفنانين والمبدعين تكرمهم أوطانهم في حياتهم ومماتهم، ويبقون في ذاكرة شعوبهم أحياء خالدين·
 
لكننا نسمع كل يوم في عالمنا عن جريمة قتل سياسية واغتيال لرجل فكر أو رأي مغاير، وهذا ما يعكس حالة العجز والشلل التي تلفنا وتلف أمتنا، وتجعلنا قاصرين عن مواجهة الرأي بالرأي ومقارعة الحجة بالحجة والاجتهاد باجتهاد آخر·
 
ميشيل النمري الذي اغتيل بثلاث رصاصات طائشة في العاصمة اليونانية حيث ولدت وكبرت أول ديموقراطية في العالم، أضيف اسمه أمس إلى قائمة طويلة من ضحايا الإرهاب والقتل الذين قضوا وليس لهم من جريرة إلا انهم يحترفون الكتابة ويجاهرون بالرأي·
 
وكما ان الشاب ميشيل النمري، ابن الحصن، لم يكن أول قائمة الصحفيين والكتاب الذين سقطوا مضرجين بدمائهم فإنه لن يكون الأخير·
 
لكن الكلمة المبصرة ستظل أقوى من المسدس وسيعلو الرأي الحر بالموت النبيل·
 
الرأي الخميس: 19/9/1985

الصفحات