أنت هنا

قراءة كتاب أولئك الراحلون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أولئك الراحلون

أولئك الراحلون

في كتاب "أولئك الراحلون" للكاتب الراحل محمود الكادي، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2004، يقول فيه: "في النص، أي نص لا يمكن تجريده عن الشخص..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
عبدالمنعم الرفاعي
 
الندوة العامرة
 
رحل عنا عبدالمنعم الرفاعي·
 
وبرحيله خسر الوطن ابناً باراً، وخسرت الأمة رجلاص من رجالاتها، وخسرت الكلمة واحداً من فرسانها الحقيقيين الذين التقت في قلوبهم كل جراحات الوطن وعذابات الأمة·
 
لقد جاء رحيل (أبو عمر) موجعاً للذين عرفوه، وموجعاً أكثر للذين عرفوه عن قرب فرأوا فيه مثال العربي المتصوف، المحب لأمته حتى العشق، والمدافع عن وحدتها بوعي وصفاء وصدق، والناظر إلى رحاب مستقبلها بتفاؤل وثقة وأمل·
 
نعم ، الذين عرفوه عن قرب كان وجعهم أكبر·· لأنهم عرفوه في الفرح والحزن، وعرفه جلساؤه في (الندوة) العامرة في منزله والتي كانت تقام في الصباح والمساء يلتقي فيها الأصدقاء يتحدثون في كل شيء·· في السياسة والأدب والشعر والاقتصاد وهموم هذه الأمة·· وكان رحمه الله دائماً الأديب الهادئ والشاعر الثائر والسياسي العليم·· ومهما تباينت الآراء في ندوته يظل جو الود الذي يشيعه حضور (أبو عمر) هو السائد في الجلسة·
 
يعز علينا أن نقول في (أبي عمر) كلمة رثاء، فالرثاء كما قيل (كلمة القتها لفته الذكرى عند عتبة نسيان طويل)، لكن الرجال الذين يفيضون بحب الوطن، والشعراء الذين يختزنون آمال وطموحات الأمة لا يمكن أن يغيبوا عن الذاكرة، أو تعتبر لحظة رحيلهم هي لحظة انتهاء حياتهم·
 
رحمك الله يا فقيدنا بقدر ما أعطيت
 
رحمك الله بقدر ما عشت وفياً لأمتك وابناء وطنك
 
رحمك الله بقدر ما أخلصت للكلمة التي امتزجت فيها الرقة بالثورة والفداء·
 
ورحمك الله وأنت القائل:
 
كم عقدنا على الأماني صروحا فإذا كل شاهق ينهار
 
لا فلسطين في السواد استردت لا، ولا في الوغى أقبل عثار
 
لو يتاح الجهاد لأنطلق الشعب وذكت في زحقة الأسوار
 
الرأي 7/10/1985

الصفحات