أنت هنا

قراءة كتاب أمريكا بعيون عربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أمريكا بعيون عربية

أمريكا بعيون عربية

يوفر هذا الكتاب، الذي ألفه مستشار عربي بارز لشؤون النفط، وصاحب مشوار طويل في العمل في كل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط، تحليلاً نادرًا للدوافع الحقيقية وراء التدخل الأميركي في العالم العربي، وطبيعة العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بالدول العربية وأبعا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
المقدمــــة
 
في سبتمبر 2002 نشرت إدارة جورج دبليو بوش استراتيجيتها للأمن القومي، استعدادًا لشن حروبها الاستباقية بدءًا من العراق· ومما جاء في الوثيقة المذكورة القول: ستعتمد استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة على التوجهات الأميركية العالمية الواضحة، التي تعكس وحدة قيمنا ومصالحنا القومية أما روبرت كابلان أحد رموز المحافظين الجدد فيتحدث عن ذلك بصورة أكثر مباشرة بالقول: نحن ولا أحد غيرنا الذي سيضع الشروط للمجتمع الدولي(1)· ولكن ماذا لو أن المجتمع الدولي أو معظمه رفض تبني القيم الأميركية التي تحاول إدارة المحافظين الجدد فرضها عليه؟
 
حول هذا الموضوع كتب آندرو مورافيجيسك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برينستون ومايكل مييار محرر مجلة نيوز وييك النسخة الأوروبية، يقولان في مجلة نيوز وييك تحت عنوان وورلد فيو: لعل هذا الجانب من أميركا الذي يجده الأجانب الأصعب على التفهم، ألا وهو تعمد الحكومة تعريض مواطنيها (وبخاصة الضعفاء منهم) للخطر، تبقى الولايات المتحدة الاقتصاد الأكثر إنتاجية على المستوى العالمي، وهي التي يتجاوز إنفاقها العسكري ما تنفقه الدول الأخرى مجتمعة· ومع ذلك فإن النموذج الأميركي لا يحظى بشعبية تذكر في الخارج بل وازداد تراجعًا منذ كارثة إعصار كاترينا· وفي الوقت الذي تتعامل فيه الديمقراطيات النامية مع احتياجات مواطنيها من رعاية صحية وتعليم مناسب ومواصلات عامة كفؤة، وشبكة أمان اجتماعي باعتبارها سمات أساسية للمجتمع، نجد أن أميركا عازمة حتى على إلغاء شبكات حماية أقل أهمية من شبكات الأمان لدى الآخرين·
 
وفي الوقت نفسه، نجد بأن رئيسًا أميركيًا هو فرانكلين· د· روزفلت كان السباق في انتقاد النظام النازي لانتهاجه سياسة الحروب الاستباقية، وذلك في خطابه الشهير في أكتوبر 1937، الذي قال فيه بأن الحروب النازية الاستباقية من شأنها أن تخلق عصرًا من الرعب وغياب القانون من خلال التدخلات غير المبررة في الشؤون الداخلية للدول ألأخرى، أو الإقدام على غزو أراض أجنبية بالإضافة إلى ذلك، فقد نقل عن المدعي العام الأميركي في محكمة جرائم الحرب في نوريمبيرغ القول بهذا الشأن: موقفنا هو أيًا كانت المظالم التي تعاني منها دولة ما ومهما بلغ حجم اعتراضنا على واقع معين لديها؛ فإن الحروب العدوانية تظل وسيلة غير مشروعة لمعالجة هذه المظالم أو العمل على تغيير مثل هذه الظروف(2)

الصفحات