أنت هنا

قراءة كتاب أمريكا بعيون عربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أمريكا بعيون عربية

أمريكا بعيون عربية

يوفر هذا الكتاب، الذي ألفه مستشار عربي بارز لشؤون النفط، وصاحب مشوار طويل في العمل في كل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط، تحليلاً نادرًا للدوافع الحقيقية وراء التدخل الأميركي في العالم العربي، وطبيعة العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بالدول العربية وأبعا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
وفي الوقت الذي حققت فيه الشركات العملاقة الكثير من المكاسب، كان الجنود الأميركيون وعائلاتهم يغرقون في المزيد من الديون· وكما يقول العنوان الرئيسي للصفحة الأولى لصحيفة اليو أس· توداي بتاريخ 31 أغسطس 2006؛ فإن البنتاغون ترى بأن مشكلة الديون التي يعاني منها الجنود الأميركيون تنطوي على الكثير من المخاطر، وبأن المرابين ينهبون المؤسسة العسكرية وتضيف الصحيفة: فهناك واحد من بين كل خمسة ممن يخدمون في القوات المسلحة يقع فريسة مكاتب إقراض المال المنتشرة حول القواعد العسكرية، والتي توفر للجنود مبالغ مالية مقابل فوائد فاحشة تتجاوز معدلاتها 400%، الأمر الذي يؤكده تقرير للبنتاغون مثل هذه التجارة الرائجة التي تصب عوائدها في حسابات عدد محدود من المؤسسات المالية إنما يدفع ثمنها الفقراء والأبرياء من الأميركيين والعراقيين والفلسطينيين والأفغان واللبنانيين وغيرهم، وتمولها عجوزات غير مسبوقة في الميزانية الأميركية·
 
يعاني تفوق الاقتصاد الأميركي، الذي كان يمثل 50% من إجمالي إنتاج العالم الصناعي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلى عملية تآكل سريع· ويعتمد بقاء أميركا حاليًا على تدفق ما يزيد على 3 مليارات دولار يوميًا من العملة الأجنبية لسد العجوزات وتمويل الحروب· وطبقًا لأرقام 2005 فقد كان العجز في الميزانية بحدود 800 مليار دولار، ويقترب من تريليون دولار سنويًا· وللتعويض عن هذا العجز الحاصل في القوة الاقتصادية؛ فإن الإمبراطورية الأميركية تلجأ وبصورة متعاظمة لاستخدام قوتها العسكرية·
 
غير أن مشروع القرن الأميركي الجديد، الذي فرضه المحافظون الجدد على العالم، مآله الفشل باعتباره مهمة مستحيلة التحقيق كما أحاول إثباته في هذا الكتاب، وهو رأي يوافقني عليه الكثيرون، ومن هؤلاء إيريك هوبسباون Eric Hobsbawn الذي يُعدّ أحد كبار المؤرخين العالميين· يقول هوبسباون في مجلة هارفارد كريسمون (20 أكتوبر 2005): ستشيع الإمبراطورية الأميركية الفوضى والبربرية أكثر مما ستنشر السلام والنظام في العالم مثل هذه الأمبراطورية محكومة بالفشل المؤكد· وهنا أردد تساؤلات هوبسباون القائلة: هل ستستوعب الولايات المتحدة دروس الامبراطورية البريطانية؟، أم تحافظ على موقف عالمي متراجع من خلال الاعتماد على قوة سياسية فاشلة وعسكرية لا تقوى على تحقيق أهداف الحاضر، الذي صممت له كما تدعي الحكومة الأميركية؟
 
تدّعي عقيدة بوش بأن النموذج الأميركي والقيم الأمريكية صالحة لكل الناس عبر العالم أجمع، وتتوعد بضربات استباقية ورشقات من صواريخ كروز لكل من يتجرأ على تحدي إرادة الولايات المتحدة· غير أن معظم العالم لا يعتقد بأن النموذج والقيم الأمريكيين يصلحان له، بل إن هناك من يرى بأن هذا النموذج لا يصلح للأميركيين أنفسهم· وهنا تظهر نتائج استطلاع نشرتها هيئة الإذاعة البريطيانية في يناير 2005 بأن 58% من غير الأميركيين يرون بأن إعادة انتخاب بوش شكلّ تهديدًا للسلام العالمي أما الأرقام المسجلة بين حلفاء أميركا التقليديين فجاءت مثيرة للدهشة، حيث بلغت نسبة المعارضين للرؤية الأميركية: 77% في ألمانيا، و64% في بريطانيا، و82% في تركيا· أما في العالم الإسلامي فإن نسبة التأييد للولايات المتحدة لم تتجاوز 10% في معظم البلدان·

الصفحات