أنت هنا

قراءة كتاب زهور البلاستيك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
زهور البلاستيك

زهور البلاستيك

رواية "زهور البلاستيك" للكاتب والروائي السوداني أسامة رقيعة، هي رواية ليست ضد المرأة ولا مع الرجل إنما ضد الفهم العائق للحياة؛ لقد تبرع نوبل بجائزة للسلام ولكنه نسي أن يتبرع بشىء لمثل هذه اللحظات التي تصر فيها الأنثى أن تتفجر على ذاكرة رجل لتحطم تاريخها الق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
( 4 )
 
شركة بي. س العالمية للمقاولات، تعتبر من أكبر شركات المقاولات في المدينة، والمترددون عليها كثر، خاصة مقاولو الباطن، وقد جاء أحدهم اليوم لإبرام صفقة ولكنه خرج من الشركة وهو يقول لصديقه الذي معه إن أكبر صفقة لي، هي أن يرجع عمري إلى الوراء قليلاً؛ فأتزوج هذه الفتاة التي اسمها هادية، ألم تر جمالها، وصفاء لونها كأنها صفحة قمر.. يا إلهي إنها صفقة السعادة بعينها.. فرد عليه صديقه كمن يلكمه بالكلمات متسائلا، وكيف تأكد لك أنها السعادة بعينها، هل لأنها جميلة، هل هذا يكفي.. ثم إنك متزوج منذ أكثر من عشرين عامًا، وتعمل مقاولاً ناجحًا، فما الذي ينقصك حتى تتطلع إلى هذه الأمنية السطحية، فالسعادة يا أخي أن تكون مسئولا، ومنتجًا، وأن تكون لك أيادٍ بيضاء، وأولاد أصحاء يملئون عليك الحياة، وزوجة وفية تبث فيك الرضاء، فنظر المقاول مندهشًا إلى صديقه الذي يتحدث بجدية تامة، فتركه حتى يكمل حديثه، ثم همهم في تعجب: يا إلهي، لم أكن أعرف أنك تحمل كل هذه الأفكار الرقيقة، كنت أظنك قد تأثرت بالسوق، والسيخ، والإسمنت، ولكن ما شاء الله عليك لا تزال رطبًا نديًّا!! ثم صمت المقاول فترة عاد بعدها ليسحب حديثه الأول: اسمع يا صديقي! تأكد أن هذه الأمنية التي وصفتها أنت بالسطحية قد شطبتها من (دماغي) نهائيًّا، وأرجو ألا يعلم بها أحد غيرك مفهوم، ثم تبسم المقاول تبسمًّا فهمه صديقه الذي رد عليه في صداقة وشغب: مفهوم، غير أني لم أكن أعرف أنك جبان إلى هذا الحد..!

الصفحات