أنت هنا

قراءة كتاب مآثر العلماء العرب المسلمين على الحضارة الأوربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مآثر العلماء العرب المسلمين على الحضارة الأوربية

مآثر العلماء العرب المسلمين على الحضارة الأوربية

لا مراء في أنه من رحم الحضارة العربية الإسلامية تشكلت أصول ومكونات الحضارة الإنسانية الشرقية منها والغربية، وأن أثر حضارتنا العالمية باقٍ متجدد في تاريخها، لا يمكن محوه سواءً في ماضيها، أو في حاضرها، أو حتى في مستقبلها، وآية ذلك أنها في لُحمتها وسُداها، في

تقييمك:
4.66665
Average: 4.7 (3 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
لا غرو إذاً والحالة هذه، أن نكون الأوائل في علم الجغرافيا، بعد أن سجل أجدادنا اسمهم في أنصع صفحات التاريخ، كأول من رسم من البشر خريطة للأرض، ليولد منذ تلك اللحظة، فن أصول علم الخرائط الذي يعد الأساس لعلم الجغرافية وتطوره، على مختلف مسمياته ومجالاته وتطبيقاته، وكانت إضافات الجغرافيين العرب المسلمين وإسهاماتهم الجديدة ثورة على السائد في هذا المضمار، كما تعد في الوقت نفسه، نواة علم الجغرافية اليوم. ولا أدل على ذلك، أنهم أول من تحدثوا عن كروية الأرض، وخطوط الطول والعرض، وهم أول من رسموا صورة حديثة للأرض في العصور الوسطى، يظهر فيها العالم القديم بقاراته الثلاث، بره وبحاره وأجوائه.
 
كما كانوا أوائل من اكتشف قوانين الجاذبية الأرضية، وأوائل من تحدث عن الجغرافية الجيولوجية، والجغرافية الجوية، وعن القشرة الأرضية، وعن نظريات المد والجزر في العلوم على أساس علمي تجريبي، وكانوا الأسبق في اختراع الأجهزة المساحية والملاحية، مثل الإسطرلاب(2) والبوصلة،(3) بعد أن أصبحوا أساتذة العالم في علم الفلك وعلـوم البحـار، كمـا يرجـع الفضـل لهـم بتأسيس علـم المحيطات Oceanography فلا عجب والحال هذه أن يقوموا برحلات علمية وكشوف جغرافية، مكنتهم من وضع أول أطالس، ومعاجم، وموسوعات جغرافية علمية عالمية عربية إسلامية صحيحة، من ثم لتضع هذه الإنجازات التاريخية من جغرافية وملاحية وفلكية، بحارتنا في قائمة الرواد الأوائل في مختلف ميادين العلوم عامة وعلم الجغرافية خاصة، وحسبهم ريادة في هذا المضمار، أن أوربا لم تعرف أفريقيا إلا عن طريقهم هذا فضلاً عن أنهم هم الذين كشفوا ورسموا الطريق إلى العالم الجديد (أمريكا).
 
هذا فضلاً عن تفوق وتألق نجم العرب المسلمين في ميادين العلوم والآداب كافة، ويكفيهم ريادة وعلو كعب في هذا المقام، أنهم أول من أنشأ الجامعات، لتلحق أوروبا بركبهم الحضاري هذا بعد قرون عدة، من ثم لتؤسس جامعاتها على غرار جامعاتنا العربية الإسلامية، ولتحاكيها نظماً علمية وأكاديمية وإدارية.. على مختلف الصعد كافة.
 
هذا فضلاً عن نبوغ الآباء والأجداد في علم الرياضيات واختراعهم الأرقام العربية، والمستخدمة اليوم في أرجاء المعمورة، مع ابتكارهم للصفر، هذا الابتكار الإضافة الذي لا إضافة بعده، ولا ابتكار، قد غير نمط الحياة على كوكبنا (الأرض) في مختلف الجوانب المادية والمعنوية، ويكفي القول إن فضل علماء أمتنا على الإنسانية في هذا الحقل العلمي الحيوي، هو فضل وإنجاز تاريخي باقٍ أبداً في وجدان الحضارة الإنسانية، ما بقيت هذه الإنسانية، وهذه الحضارة.

الصفحات