أنت هنا

قراءة كتاب مسألة الوحدة والتقريب - بين المذهبية السمحة والاستقطاب الطائفي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مسألة الوحدة والتقريب - بين المذهبية السمحة والاستقطاب الطائفي

مسألة الوحدة والتقريب - بين المذهبية السمحة والاستقطاب الطائفي

كتاب "مسألة الوحدة والتقريب - بين المذهبية السمحة والاستقطاب الطائفي"، إن دورة الحضارة والتاريخ قد أظلت عالمنا اليوم، ونحن في قعر حالة التخلف العلمي والحضاري، وهو أمر مقبول ومألوف في تاريخ الأمم والشعوب، فقد عاشت أوربا في العصور الوسطى وما قبلها، حالات أشدّ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8

قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً. وقال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون والإسلام بهذا المعنى الخاص بالرسالة الخاتمة، هو الدين المقبول عند الله، قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإسلام وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًابَيْنَهُمْ .ومن لم يتّبع الإسلام بهذا المعنى الخاص فهو على غير هدى، وأي دين غير الإسلام لا يقبل عند الله، قال تعالى: ومن يبتغي غيرالإسلامدينافلنيقبلمنه،وهوفي الآخرة من الخاسرين .وقال النبي : والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار . وقال تعالى عن إسلام إبراهيم ونفي يهوديته ونصرانيته: ما كان إبراهيم يهودياًولانصرانياًولكنكان حنيفاً مسلماً وما كان في المشركين. وقد أكدت الأبحاث اللاهوتية والتاريخية واللغوية، فيما يخص علوم الكتب المقدسة وتاريخ تدوين نصوصها وعلم مقارنة الأديان، بأن النسخ الأصلية لكتاب العهد القديم المكتوبة باللغة العبرية، وقبل ترجمتها إلى اللغات الأخرى قبل وبعد الألفية الأولى قبل الميلاد، كانت تطلق اسم الإسلام والمسلمين على الأنبياء السابقين لمحمد ، وعلى أتباعهم من الأقوام التي آمنت بدعوتهم ورسالتهم التوحيدية، وهو ما يتفق تماماً معالتسمية القرآنية، التي يرفضها معظم علماء الدين اليهود والنصارى وبدون أساس علمي ، إما جهلاً أو تعصباً وكرهاً للتسليم بمعطيات القرآن، التي تتحدى الموروث الثقافي اللاهوتي التوراتي. قال تعالى في قصة بناء إبراهيم وإسماعيل للكعبة: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل: ربنا تقبل منا انك أنتالسميعالعليم، ربنا واجعلنا مسلمَين لك، ومن ذريتنا أمة مسلمة لك. ويقرر القرآن صراحة أن يعقوب كان مسلماً، وأن جده إبراهيم قد أوصاه بالإسلام.قال تعالى: ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب، يا بني إن الله اصطفى لكم الدين، فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. وينقل لنا القرآن الحوار الرباني بين يعقوب وبين بنيه، وهو على فراش الموت، فيقول تعالى: أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت، إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي. قالوا نعبد إلهك واله آبائك،إبراهيموإسماعيل وإسحاق، إلهاً واحداً ونحن له مسلمون. وكذلك يقول تعالى على لسان يوسف : رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويلالأحاديث، فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين. أما موسى فقد طلب من قومه أن يسلموا لله ويؤمنوا به ويتوكلوا عليه، قال تعالى: وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا.. أما داود وسليمان، فقد كانا حاكمين مسلمين لله، ولا صلة لهم بالأساطير اليهودية والتوراتية، التي تجعلهم يهود ومؤسسي الدولة اليهودية في فلسطين، وقادة الشعب المختار بزعم التوراة المحرفة. وقد أكد القرآن مبدأ إسلام الأنبياء جميعاً، ومنهم هذين النبيين الكريمين، وشعبهما العربي المسلم من قبائل بني إسرائيل ومن كان معهم من المؤمنين. وان أسطورة هيكل سليمان اليهودية ليس لها وجود تاريخي، إلا في خيال اليهود الصهاينة، وهي من جملة الأساطير التوراتية الصهيونية المؤسسة لما يسمى بدولة إسرائيل، ولتبرير وشرعنة اغتصاب فلسطين من أهلها العرب الشرعيين .وقد قال المفكر الفرنسي المعروف غوستاف لوبون في ذلك: ستبقى فلسطين من الناحية القانونية والتاريخية ملكاً للعرب باعتبارهم أصحابها الشرعيين. والهيكل في حقيقته ما هو الا بناء صغير من المسجد الأقصى بناه النبي سليمان ليكون مصلى له ولوزرائه وقادته وأتباعه المقربين، قد ضخّم ذلك المصلى وتوسّع الخيال الصهيوني في وصف شكله وبنائه، حتى بدا كأنه رمز مستقل عن المسجد الأقصى الذي باركه الله، كما بارك المسجد الحرام منذ عصر آدم، الذي بنا المسجد الحرام كأول بيت وُضع للناس يعبد فيه الله تعالى، ثم بنا المسجد الأقصى بعده بأربعين سنة، كما جاء في الحديث الشريف. وقد أعاد إبراهيم بناءهما، بعد أن جرفهما الطوفان في عصر نوح، وتهدّم بنيانهما بتقادم القرون، ولم يبق من بنائهما إلا القواعد، التي استند عليهما إبراهيم في إعادة البناء وتأسيس المسجدين من جديد، وهما المسجدان المباركان اللذان كانا مبدأ إسراء النبي ومنتهاه، وكذلك معراجه الشريف. قال تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاًمنالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا، انه هو السميع البصير. وقد أقام سليمان في فلسطين وما حولها حكماً إسلامياً عادلاً ومنيراً، يسلم فيه الناس مع سليمان لله رب العالمين، ولم يكن حكماً يهودياً عنصرياً طائفياً. قال تعالى على لسان بلقيس ملكة سبأ في اليمن: قالت رب إني ظلمتنفسي، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
أما آل عمران، من الأنبياء والصالحين والحواريين، من نبي الله زكريا ويحيى وأمه وخالته زوجة عمران وأم مريم، إلى مريم الصديقة البتول وابنها عيسى المسيح وأتباعه الحواريون ومن تبعهم بإحسان، فان نصوص القرآن التي تسرد قصصهم وإسلامهم كثيرة. ونبي الله عيسى هو آخر الأنبياء والمرسلين قبل بعثة محمد نبي الإسلام الخاتم. وهو المبشّر الأكبر به وببعثته وانتصاره وهيمنته على الدين كله. قال تعالى: وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقاًلمابين يدي من التوراة، ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين. وأخيراً يأمر الله تعالى النبي محمد وأتباعه المسلمون والمؤمنون بتعاليم الكتاب العزيز، بقوله: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين .وقال: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة، أنا ومن اتبعني، وسبحان الله، وما أنا من المشركين .

الصفحات