أنت هنا

قراءة كتاب مذكّرات بلغارية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مذكّرات بلغارية

مذكّرات بلغارية

"مذكَّرات بلغارية: (حديث رحلة إلى بلغاريا في مايو/ أيار 1973)" يشتمل على يوميّات ورسائل هذه الرحلة التي كانت بدعوة من "جمعيّة الصّداقة والثّقافة البلغارية".

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
وقدمت لي السيدة نفسها: "تسفيتانوفا، مندوبة جمعية الصداقة والثقافة المجرية". فقلت: "السيدة أم الآنسة تسفياتوفا؟" فأجابت ضاحكة: "إنني أكبر سناً من أن أكون ما أزال آنسة".
 
كان الحديث بيننا بالفرنسية. وأنا لا أجرؤ على التكلم بالفرنسية. إلا حين لا يكون من سبيل إلى غيرها: فالسيدة لا تعرف الإنجليزية ولا الإيطالية. إذن، لا بد مما ليس منه بد!.. والحديث مع سيدة جميلة طيب ولو كان بلغة لا يعرفها المتكلم.. فكيف إذا كان له بها بعض إلمام؟!
 
مثل هذا الموقف مر بي أمثاله مراراً من قبل: في موسكو، وفي طشقند، وفي بودابست، وأسوأ من ذلك في أشبيلية، حيث جيء بمرافق لا يعرف غير الفرنسية، إلى جانب الإسبانية. ورافقني ثلاثة أيام كاملة، وهو يحدثني ويشرح لي بالفرنسية، وأنا أبادله الحديث، وفي أعماقي أقول: "يا رب لا يسمعني واحد فرنساوي أصلي، لئلا يكره لغته ويهرب منها!":...
 
ولحسن حظي مضت التجربة بسلام، عدت من أشبيلية حينذاك وقد توهم المرافق ورؤساؤهم أنني "فرنساوي بلبل".. ولعلي لو عدت إلى أشبيلية مرة أخرى، لقدموا لي دليلاً يترجم لي بالفرنسية من جديد!...
 
مالي شطحت من جديد، فوصلت إلى أشبيلية، وإلى عام 1967، وأنا في صوفيا، وفي عز دين أيار من عام 1973، ونوافذ غرفتي مشرعة على عرض الجدار كله، والعرق يزرب من جسمي، رغم أنني في الملابس التحتانية وحدها، ولا أطيقها؟!
 
أول ما استرعى انتباهي وأنا أقترب من صوفيا، من جهة المطار، قبتان عاليتان مطليتان بالذهب، تلمعان من بعيد. فعادت بي الذاكرة حالاً إلى قباب كربلاء حين زرتها في عام 1969، إبان مؤتمر الأدباء العرب ومن مسافة بعيدة قبل أن نحس بوجود كربلاء، كانت مآذنها وقبابها المطلية بالذهب تلمع وهي تشق قلب الفضاء.

الصفحات