أنت هنا

قراءة كتاب بين الفرح والحب كلمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بين الفرح والحب كلمة

بين الفرح والحب كلمة

كتاب " بين الفرح والحب كلمة " ، تأليف فرح بطارنة ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
بينَ الفرحِ و الحبّ .. أرضٌ

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

خاطِرَتي .. شِعْري .. و نَغَمي .. َأنتُما

والدي .. والدتي .. عشقي الأوّل و الأخير أنتما، زهرة جوريّة مشرقةً في فصلٍ شتائيّ بارد، و غيثُ خير ينهمر على أرضي في صيف حار، لا أشعر بحُب و لا بانتماءٍ أو بتضحية كما أحمل في قلبي لكما، لا أشعر بحُب تجاه أحد إن كان ما أشعر به تجاهكما حبّاً فقط، لأنكّما لا تشبهان أحداً؛ لأنّكما الحياة، وبوجودكما تستحق ما تحمله حروفها من معاني الجمال و دونكما، أنا و حياتي و عُمري لا شيء، مجرد تكملة عدد .. لا أخجل من دمع سوى دمعكما الذي أقف عاجزةً عن الكلام إن ذرفتموه، أشعر بانهزامي و ضعفي أمام تعبكما، أشعر أنني بلا قلب إن لم أستطع أن أحملكما على الرأس و أن أضحّي بعمري حتى أرى تلك الابتسامة التي لا تعني إلا كُل شيء ..

أُميّ .. أَبي . عُمري بما يحمل من ضَحكات، و من أنّات، من سعادة و ألم، أنتما الحياة، أنتما أنا و إن لم تكونا ... فماذا أعني أنا ؟ لولا دعاءكما و لولا فرحة رسمتها لكما في مخيلّتي، لما أنتجت جهودكما نتيجة أسميتموها أنا!

أنا فرح .. لكننّي دونكما لستُ هنا، و لولا أمل رسمتموه لي في درب مُورِق بأزهار حَنانكما، لما نجحتُ و لما اجتزت الصعّاب، و لا ارتقبت الأجمل، و لا طمحت للأكثر ..

فاء اسمي فداءً لعينيكما، و راؤه رفقٌ لهما، و حاؤها حنان لن ينقطع ما دمت أنبض باسميكما، كُلي لَكما ..

والديّ .. هذه السماء، و تلك الأرض، الفراشات .. العصافير، النجوم و القمر المحتضن لأنوارها .. كلهّا تشهد أنكما ملاكَين يحرسان حياتي، و كّلها تشهد بأني أقدّم كل ما أمكنني مِن نبض لأجل أن تنبض قلوبكم في عالمي، و ليشهد كل العالم و ليشهد الكون أنكّما الهدف الذي أرسم هدفي لأجله، و أنكما المستقبل الذي أجُهد نفسي كرامةَ عينيه .. و أنكما الحب المنتظر، وأنكما الفرحة التي أتعب من أجل أن أراها، و أنكما دمعة ارتسمت على وجهي في حاضري الذي لا زلت مُقصرة فيه..

أَملي أنتما، و أوردتي و شراييني، و دمي السّاري في عروقي أنتما، ومَن يخدِش أوردتي أمُزقه دون أن ألتفِتْ ، فَمِن عصبِ حياتي ... ممنوع الاقتراب !

الصفحات