قراءة كتاب الشعر البديل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الشعر البديل

الشعر البديل

إن هذه القصائد، التي تنتمي لما بات يعرف بالشعر البديل، هي قصائد مغايرة، قصائد تعرضت، مع شعرائها، للإقصاء والتهميش من المؤسسة الثقافية الغربية، المرتبطة بالمؤسسة السياسية والإعلامية المتغولة، التي تسعى لتقديم صورة للغرب لا تعبر عن كامل المشهد، لتأتي هذه القص

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 1
المقدمة
 
بعد أن تعرفت إلى الصديق الدكتور إبراهيم علوش مثقفا وناشطا سياسيا منحازا لعروبته وخيارات أمته باستمرار، ها إنني أتعرف من خلال هذا الكتاب، على جانب آخر من شخصيته، يؤكد ثقافة واسعة وإحساسا متواصلا بالهموم القومية والإنسانية، عبر هذه القصائد المترجمة، التي اختارها الدكتور علوش بدقة ووعي واضحين، لتسليط الضوء على صفحة غائبة، أو مغيبة، في المشهد الثقافي الغربي.
 
إن هذه القصائد، التي تنتمي لما بات يعرف بالشعر البديل، هي قصائد مغايرة، قصائد تعرضت، مع شعرائها، للإقصاء والتهميش من المؤسسة الثقافية الغربية، المرتبطة بالمؤسسة السياسية والإعلامية المتغولة، التي تسعى لتقديم صورة للغرب لا تعبر عن كامل المشهد، لتأتي هذه القصائد، التي التقطتها عين الباحث المثقف الدكتور علوش، لتقول لنا إن هناك صورة أخرى بدأت تفرض نفسها على قطاع واسع من المهمشين، سواء في الولايات المتحدة الأميركية أو دول أوروبا الغربية.
 
في قصائد "الشعر البديل" التي وضعها الدكتور علوش بين أيدي قرائه، في هذا الكتاب الذي سيمثل انتباهة مهمة، فإننا سنتعرف إلى مجموعة من الشعراء الذين تمردوا على خطاب المؤسسة الرسمية، وقدموا أنفسهم متحدثين باسم الضمير المغيب، من خلال مجموعة منتقاة من القصائد، التي ينطبق عليها وصف قصائد المقاومة، لكنها هذه المرة تأتي من هناك، من قلب المجتمعات الغربية، التي حاولت مؤسساتها الرسمية وتحاول، إقصاء كل من يتعارض مع سياساتها العدوانية.
 
ربما كان احتلال العراق، وما نتج عنه من جرائم ارتكبتها الإدارة الأميركية وحلفاؤها، ما كسر أطواق الصمت عند عدد من الشعراء المتمردين الغاضبين، الذين وجدت قصائدهم الغاضبة والمغايرة، اهتماما متزايدا من القراء والمثقفين في الغرب على حد سواء، وبدأ سيل هذا النوع من القصائد يتدفق في عواصم الغرب، ليدين الجرائم المتواصلة ويعلن انحيازه للشعوب المضطهدة.
 
في "الشعر البديل" يشعل لنا الدكتور إبراهيم علوش شمعة استطاع من خلالها إضاءة زوايا معتمة في بنية المشهد الثقافي الغربي، وهو يقدم لنا نماذج من هذا الشعر المقاوم، الذي يمكن النظر إليه باعتباره يمثل "فتحا" جديدا في عالم الترجمة، وفي كسر الحواجز التي حالت، من قبل، في وصول هذا النوع المختلف من الشعر إلى القراء العرب، وهو ما يدعونا إلى بذل مزيد من الاهتمام بهذا الجيل من الشعراء وبقصائدهم التي اخترقت كل جدران الصمت.
 
هشام عودة
 
عمان
 
أيلول 2011

الصفحات