قراءة كتاب الشعر البديل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الشعر البديل

الشعر البديل

إن هذه القصائد، التي تنتمي لما بات يعرف بالشعر البديل، هي قصائد مغايرة، قصائد تعرضت، مع شعرائها، للإقصاء والتهميش من المؤسسة الثقافية الغربية، المرتبطة بالمؤسسة السياسية والإعلامية المتغولة، التي تسعى لتقديم صورة للغرب لا تعبر عن كامل المشهد، لتأتي هذه القص

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 10
ويقول الفصل الثاني من كتاب "موجز الأدب الأمريكي" بالنسبة لصناعة النشر الأمريكية: "من سخرية القدر، أن قانون الطبع والتأليف الصادر عام 1790، الذي سمح بالقرصنة [للمطبوعات] كان قومياً في مضمونه، وكان ذلك القانون الذي صاغه نوح وبستر، المعجمي العظيم الذي وضع القاموس الأمريكي المعروف باسمه Webster، يحمي فقط أعمال المؤلفين الأمريكيين، إذ أن الشعور السائد آنذاك كان بأن المؤلفين البريطانيين عليهم أن يحموا أنفسهم بأنفسهم"!! فهل تتذكر السفارات الأمريكية ذلك التي تنشر على مواقعها على الإنترنت تقارير دورية عن مدى تقيد الدول التي توجد فيها بمعايير حقوق الملكية الفكرية؟!
 
ويبدو أن الدولة الأمريكية الوليدة كانت تدرك جيداً ماذا تفعل هنا، حيث يشرح الكتاب المنشور على موقع وزارة الخارجية الأمريكية أن ذلك القانون، على الرغم من إلحاقه الضرر ببعض المؤلفين الأمريكيين الذين ينشرون في الخارج مثلاً، فإنه أسهم بوضع الأساس للنهضة الثقافية والأدبية الأمريكية التي جاءت لاحقاً. لكن المؤلفين الأمريكيين كانوا قلائل جداً، والأولوية كانت على ما يبدو لخلق أرضية جماهيرية للثقافة كما نفهم من الفقرة التالية في الكتاب: "بالرغم من ذلك، فإن العرض الوفير والرخيص للكتب الأجنبية المقرصنة والكلاسيكيات [الأدبية] في السنوات الخمسين الأولى من عمر البلد الجديد أفاد بتثقيف الأمريكيين، ومنهم الكتاب العظام الأوائل، الذين بدأوا يظهرون على المسرح حوالي عام 1825"!
 
وعند قراءة الفقرات المتعلقة بالجو البائس للكتابة والطباعة والنشر في الولايات المتحدة الأمريكية المستقلة حديثاً، الذي دفع الدولة لحماية القرصنة الفكرية من أوروبا بشكل واعي ومنهجي، نستطيع بسرعة أن نرى مدى تشابهه مع حالة الكتابة والنشر في معظم الدول العربية ودول العالم الثالث، إذ يقول الفصل الثاني من نفس الكتاب: "كانت التحديات العنيدة لبناء أمة جديدة تستقطب الناس المتعلمين والموهوبين للسياسية والقانون والديبلوماسية، فتلك المساعي كانت تعود على أصحابها بالشرف والمجد والأمان المالي، أما الكتابة، فلم تكن تعود على أصحابها بشيء. فالكتاب الأمريكيون الأوائل، بالذات بعد انفصالهم عن إنكلترا، كانوا يفتقدون عملياً لناشرين حديثين أو لجمهور أو لحماية قانونية مناسبة. أما التحرير والتوزيع والدعاية فكانت كلها بدائية"!
 
"وحتى عام 1825، كان معظم المؤلفين الأمريكيين يدفعون للناشرين لكي ينشروا أعمالهم"، وبالتالي كانت الكتابة حرفة للأثرياء والمرفهين، والاستثناء الوحيد كان الكاتب المعروف بنجامين فرانكلين، القادم من عائلة فقيرة، ولكن الذي كان يعمل ناشراً أصلاً، الأمر الذي سمح له أن ينشر أعماله بنفسه... وما عدا ذلك كان الكتاب الذين يحاولون العيش من كد كتابتهم يموتون في العوز.

الصفحات