قراءة كتاب نازك الملائكة حياتها وشعرها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نازك الملائكة حياتها وشعرها

نازك الملائكة حياتها وشعرها

نازك الملائكة، شاعرة عراقية من مواليد بغداد عام 1923، تخرجت من دار المعلمين العالية ببغداد، وحصلت على الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة، وأجادت اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، لكن عشقها الكبير كان للغة العربية ونحوها وصرفها وآدابها

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
وعندما توفي عبدالرزاق الملائكة، والد «سليمة» وزوج «هداية» تولى الحاج جعفر والد «صادق» وهو كبير الأسرة في بغداد رعاية «سليمة»، فلقيت في ظله الرعاية والعناية، والعاطفة الأبوية، وأوكل تربيتها لأخته «فاطمة»، التي علمتها أصول الدين، لأنها لم تتمكن من دخول المدرسة لعدم وجود مدارس نظامية للفتيات المسلمات في تلك الفترة، فتولت أعمال البيت إضافة إلى تلقيها الدروس في «كُتّاب للإناث مجاوراً للبيت».
 
بقيت سليمة تعيش في بيت عمها جعفر، وكان ابن عمها صادق يعيش في البيت نفسه وكان يكبرها بنحو أربعة عشر عاماً، وظلت تكبر أمام عينيه، فدخل حبها في قلبه، لكنه انتظرها حتى تبلغ سن الزواج، وكان فارع الطول، نحيف الجسم، عيناه سوداوان، صاحب صوت جهوري، ويرتدي الجبة والعمامة، وكان خفيف الظل يحب المزاح والفكاهة، تلقى علوم الدين واللغة العربية، وكان يرى ضرورة معرفة لغة أوروبية لتساعده على دراسة علوم الغرب، وأساليب التربية عندهم، فوجد معارضة من الكبار في العائلة، فكان ينتهز الفرصة ويخرج من البيت خلسة مع عمه (عيسى) لتلقي مبادئ الفرنسية عند أستاذ يهودي، وتعلم العزف على العود، واطلع على المجلات والكتب، وكان «المقتطف» الرافد الأول له للتعرف على الإنجازات العلمية الجديدة، وتفاءَل بالنهضة الأدبية في مصر، وتتبَّعها وتحمس لحركة تحرير المرأة كما قرأها عند قاسم أمين في مصر، والزهاوي في العراق.
 
وكان «صادق» ينظم الشعر ويكتب النثر(6)، وفي عام 1921 وجد صادق أن ابنة عمه سليمة قد اكتمل نضجها فتزوجها، واستقل الزوجان في غرفة من البيت الكبير، وقام بمد يد العون لزوجته، حتى بدا الشعر يأسر فكرها، وقد انعكست دراسته على سلوكه مع زوجته وفي تربية أبنائه، وحرص على توفير سبل المعرفة لأبنائه فيما بعد من أدب وتاريخ وفلسفة، فعمرت مكتبته بأمهات الكتب العربية والأدبية والدواوين القديمة والحديثة، وكان يهتم بالإصدارات في حقول العلم والأدب في المجلات المصرية واللبنانية إضافة إلى ما كان يصدر في العراق، وفي مقدمة هذه المجلات الرسالة والرواية، والكاتب المصري، والمقتطف والسياسة والمقطم والهلال... وغيرها من المجلات(7)، فكانت الكتب والمجلات من أثمن كنوز الدنيا لديه.
 
وفي عام 1923، أنجبت «سليمة» أول أطفالها، فكانت نازك هي بكرها، فعمرت الغرفة بالضيفة الجديدة، وفرح بها والدها ووالدتها، وبدأت تكبر أمام أعينهم، وقد ولدت «سليمة» 29 شباط 1909، وتوفي والدها وهي صغيرة، فكفلها عمها جعفر، وقد ورثت حب الشعر عن والدتها «هداية»، وبعد زواجها بسنوات أتيحت لها الفرصة بنظم الشعر ونشره، وقد كانت معجبة بالشعراء القدامى، وأعجبت بالزهاوي وفكره، كما أعجبت بشعر ناجي، وصالح جودت، وكانت تقرأ شعرها على ابنتها نازك حيث ارتبطتا بعلاقة قوية في الأمومة والأدب، وكانت تكبر ابنتها بأربعة عشر عاماً، وأنجبت سبعة من الأبناء، فانشغلت بهم، ونشرت أولى قصائدها عام 1936 عندما توفي الزهاوي، الذي صدمت بموته، لأنها أعجبت بأفكاره التحررية ودعوته إلى التعليم ونبذ التقاليد وإعطاء المرأة حريتها في التعليم، فلما سمعت بنبأ موته تفجر ألمها بقصيدة عاطفية، أعجبت زوجها فدفعها إلى مجلة «الصبح» لنشرها وكان مطلعها:
 
أجهش الشعر باكياً ينعاكا
 
حين داعي الموت الزؤام دعاكا(8)

الصفحات