أنت هنا

$6.99
لاهوت الغلبة - التأسيس الديني للفلسفة السياسية الأمريكية

لاهوت الغلبة - التأسيس الديني للفلسفة السياسية الأمريكية

المؤلف:

3
Average: 3 (1 vote)

تاريخ النشر:

2009

isbn:

978-9953-71-395-5
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " لاهوت الغلبة - التأسيس الديني للفلسفة السياسية الأمريكية " ، تأليف محمود حيدر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
نقرأ نبذة عن الكتاب :
كل الكلام الذي يجري حول مهمة أميركا في العالم، يظل محفوفاً بالنقص، ما لم يتعلق بالأصل الروحي والفلسفي الذي قامت ولادتها عليه.
لقد ذهبنا إلى تظهير هذا الأصل فسمَّيناه "لاهوتُ الغَلَبَة". وهذا توصيف لا يفارق حقول التجربة. فلو كان لنا أن نتبيَّن لأميركا صفة ما، لَصَعُب البيان، واتَّسع حقل التوصيف. بعضهم يرى إلى أميركا بوصفها قضية فينومينولوجية. أي أنها البلد الذي ظهر على خارطة العالم كاستثناء لا يشبه سواه. وبعضهم وجد فيه خلاصة الحداثة وما بعدها. وآخرون ممن أُخِذوا فيه، لم يروا إليه إلا بصفة كونه مقولة ميتافيزيقية حطَّت على الأرض البكر، لتصنعَ للعالم خلاصَه من الإثم، ثم لتستنقِذه من هبوب الجاهلية.
لم تستقر المقالة الأميركية على توصيف واحد. والفرادة التي خُلِعَت عليها، من أهلها ومن عدوّضها، جعلتها مقالة مفتوحة على التأويل. فبقدر ما تبدو المقالة الأميركية بسيطة، هي مركبة. وهي واضحة بنسبة ما يكتنفها الغموض. وكلما تسامَت على الجغرافيا والتاريخ ومملكة الاستحواذ، كان لها في التفاصيل والصغائر قضايا، قد يصبح العالم كلُّه بسببها على حافة القيامة.
***
يظهر التاريخ الأميركي كشريط لمشاهد ايديولوجية متصلة. فلسوف يتبدى لنا، كما لو أن معرفة تاريخ أميركا وإدراك مزاياه، يفترض بالضرورة الفهم المعمَّق للنزعة القومية التي تكوّنت بشكل أساسي على قواعد تمتزج فيها تلك النزعة بالعقيدة الدينية، ثم ليشكلان معاً البناء الإيديولوجي للثقافة التاريخية الأميركية.
ثمة إذاً، ما هو فوق قومي، وفوق استراتيجي، يحكم، ويوجِّه، ويغذِّي، ويسدِّد إغواءات السيطرة الأميركية على العالم. ذلك هو الوضع الذي وجدنا أن نضعه ضن مصطلح "الميتاستراتيجيا". ذاك الذي يعني حضورية الإيمان الديني والاعتقادات الغيبية في تشكيل الزمن السياسي وصناعة التاريخ.
مفارقة الأطروحة الأميركية أن أي تكوين من تكويناتها سَمْتٌ خاص يطابق روح أميركا. قومية الأميركيين لم تظهر على نصاب ما ألِفَتْهُ أوروبا حين أطلقت امبرياليتها الحديثة. قومية أميركا من طراز تركّب على عمومية المفهوم وخصوصية المكان. بل يمكن القول إن قوميتها مفارقة للمفهوم ومتحدة معه في الوقت عينه.
غاية هذا الكتاب الاقتراب من أميركا بوصفها أطروحة سياسية دينية في غاية التركيب والخصوصية والمفارقة. وفي مسعهى كهذا وجدنا أن نأخذ بسؤال يستتر حيناً ثم يظهر حيناً آخر إلا أنه ينطوي على شيء من الاغواء الفلسفي: ما هي أميركا؟...