أنت هنا

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
معابر الحضارة الإسلامية إلى أوروبا

معابر الحضارة الإسلامية إلى أوروبا

5
Average: 5 (1 vote)

الموضوع:

مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

من رحم المعاناة التي نعيشها كمسلمين وعرب، رحت أبحث عن الدوافع التي تجعل الغرب يفعل بنا ما يفعله على مستوى الإنسان والأرض، واستغرق بحثي هذا فترة طويلة عشت نهارها وليلها مع صفحات ما كتب قديماً وحديثاً حول العلاقة التي قامت بين المسلمين العرب وبين الغرب، من بداية الفتح الإسلامي العربي لبلاد الشام ومصر، وحتى خروجهم من الأندلس (إسبانيا حاليا).
وركزت خلال مطالعتي على ما كتبه أبناء الغرب عن تلك الفترة من حياة العلاقات بين الأمم، ومن بينها علاقة الحضارة الإسلامية العربية بالغرب، فوجدت العجب العجاب مما قدمه العرب - الذين أفاء الله عليهم بنور الإسلام - من خدمات جُلّى ومن أيادٍ بيضاء أزاحت ظلمة الليل الطويل عن حياة أوروبا بفضل ما قدموه لهم من علوم ومعارف شملت كل مناحي الحياة من إنسانية ورياضية وفلكية وطبية وفنية وخُلقية وفروسية.
وراحت أوروبا - بفضل هذه العلوم وهذه المعارف - تنفض عن كواهل شعوبها غبار التخلف والجهل، وتزيل كوابيس ظلم الإنسان للإنسان، وَتفشّي الخُرافة والسحر والشعوذة، وتقف في وجه الصلف الكنسي ورجالاته الذين تبلدت عقولهم عن فهم المعاني العظيمة التي جاء بها السيد المسيح عليه السلام، الذي كان يُحرِّم كتم أنفاس الناس والحجر على عقولهم. ولكن - ويا للأسف الشديد - بدلاً من أن يكافئ الغرب المسلمين العرب على ما قدموه لهم من علوم ومعارف وخدمات ساعدتهم على الخروج من ظلمة النفق الطويل الذي عاشوا فيه لقرون طويلة لينعموا بفوائد هذه العلوم وهذه المعارف ردحاً طويلاً من الزمن.. امتد من بداية القرن السابع الميلادي وحتى أوائل القرن الثامن عشر الميلادي. أقول - ويا للأسف الشديد - كانت مكافأة الغرب للمسلمين على هذه الخدمات الجلى التي قدموها لهم، كمكافأة (النعمان لسنمار).
لقد مدَّ الغرب للمسلمين العرب أيدٍ وبها سكاكين مشحوذة يمزقون بها أوصالهم، ويقطّعون بها أرضهم، ويسلبون بها خيرات أوطانهم، ويحيكون بها المؤامرات للفتك بهم أنى استطاعوا إلى ذلك سبيلا، من بداية القرن السادس عشر الميلادي وحتى اليوم عبر محاكم التفتيش التي أقاموها لهم في الأندلس، وحملات الاحتلال البرتغالي والفرنسي والإنكليزي والإسباني لبلادهم، ومن ثم الاستعمار الطويل الذي جثم الأوروبيون من خلاله على صدر هذه الأمة، وأحالوها إلى شذر مذر، يمتصون خيرات أرضها، ويعبثون بعقول أبنائها فساداً، زارعين في صفوفهم النزاعات والشقاقات والخلافات العرقية والإقليمية والقطرية والدينية والمذهبية والطائفية، ولا يزال الغرب يتحكم بهذه الأمة بعد أن زرع في قلبها وطنا مغتصبا لليهود في فلسطين، وتمكن من تمزيق الراية المسلمة الواحدة - عندما تقاسم بموجب اتفاقية (سايكس بيكو) أراضي الدولة العثمانية، فيما قام أحد من تربوا على عيونه (أتاتورك) بإلغاء الخلافة العثمانية - تلك الراية التي قادت مشاعل النور لتزيل دياجير الظلمة عن أوروبا - كما سماها ملك إنكلترا عندما بعث بابنة أخيه على رأس بعثة إلى الأندلس لتنهل من علوم العرب المسلمين - وتبدد عن شعوبها ظلمة التخلف والانحطاط، وتخرجهم من أقبية العبودية والشعوذة إلى فضاء الحرية والعزة والكرامة.